05 ديسمبر 2025

رصدت منظمات حقوقية مصرية تصاعد التوتر في بعض السجون بعد قرارات بترحيل عشرات السجناء السياسيين إلى سجون نائية، أبرزها سجن الوادي الجديد المعروف بـ”سجن الموت”.

هذه القرارات فجّرت احتجاجات واسعة بين السجناء، وصلت إلى التهديد بالانتحار الجماعي والإضراب المفتوح عن الطعام، رفضاً لما اعتبروه “ترحيلات قسرية” تضاعف معاناتهم ومعاناة أسرهم.

وبحسب مصادر حقوقية، صدرت أوامر بترحيل 53 سجيناً سياسياً إلى الوادي الجديد، ومع تداول الخبر، أعلن عدد منهم الدخول في إضراب شامل، ملوّحين بالانتحار حال تنفيذ القرار، ووصفت منظمات حقوقية هذه الخطوة بأنها “التغريبة الثالثة” خلال سبتمبر الجاري وحده.

وترحيل 19 سجيناً من سجن أبو زعبل 2 إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، مشيرة إلى رسائل مسربة من المعتقلين جاء فيها: “موتونا هنا، لأننا إذا رحّلنا سنموت هناك، ولن نرهق أهالينا في طريق الموت إلى سجن الوادي الجديد”.

وترى المنظمات أن هذه السياسات تفاقم معاناة الأسر التي تضطر لقطع مئات الكيلومترات في ظروف اقتصادية صعبة، من أجل زيارات قصيرة جداً، وحمّلت منظمة “هيومن رايتس إيجيبت” السلطات المسؤولية عن أي حالات انتحار قد تقع، ووصفت القرارات بأنها “عبثية” وتهدف فقط إلى “تكدير السجناء وذويهم”.

ويأتي ذلك وسط انتقادات محلية ودولية متكررة لأوضاع السجون المصرية التي تعاني من الاكتظاظ ونقص الرعاية الصحية والقيود على الزيارات.

ويحتل سجن الوادي الجديد مكانة خاصة في هذه الانتقادات بسبب موقعه النائي وسط الصحراء وصعوبة الوصول إليه، إضافة إلى ظروف مناخية قاسية تزيد من معاناة المحتجزين.

ويرى حقوقيون أن سياسات الترحيل القسري تمثل نهجاً ممنهجاً لتفكيك الروابط بين السجناء وأسرهم، فيما تواصل السلطات الدفاع عن إنشاء سجون جديدة باعتبارها “تطويراً للمنظومة العقابية”.

غير أن تقارير حقوقية أكدت أن مجمعات مثل سجون بدر تحولت بدورها إلى أماكن معزولة يواجه فيها المعتقلون الحبس الانفرادي والحرمان من التريض ومنع الزيارات لفترات طويلة.

وهذا الغليان داخل السجون، بحسب المراقبين، مرشّح للتصاعد مع إصرار السلطات على المضي في قرارات الترحيل، ورفض السجناء لهذه الإجراءات حتى حد التهديد بالموت الجماعي.

مسؤول روسي يكشف عن خسائر كبيرة تتكبدها تركيا ومصر

اقرأ المزيد