تقرير لمعهد بروكينجز يحذر من جوع حاد يهدد 118 مليون إفريقي بحلول 2030، ويؤكد أن تبني الزراعة الرقمية يمكن أن ينقذ 282 مليون إفريقي من الجوع عبر تحسين الإنتاجية الزراعية ومعالجة التغيرات المناخية.
أصدر معهد بروكينجز للدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة تقريراً حديثاً يشير إلى أن حوالى 118 مليون شخص في إفريقيا سيواجهون جوعاً حاداً بحلول عام 2030 إذا لم تتم معالجة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في القارة.
وأكد التقرير أن تبني الزراعة الرقمية بشكل كامل يمكن أن ينقذ 282 مليون إفريقي من الجوع بحلول عام 2030، وأنه يمكن للتقنيات الرقمية والزراعة الحديثة أن تساعد في معالجة التحديات الإنتاجية الزراعية ومواجهة التغيرات المناخية.
وأشار التقرير إلى أن الثورة الصناعية لعبت دوراً رئيسياً في تعزيز الإنتاج الزراعي، ولكن إفريقيا لم تستفد بالكامل منها، مؤكداً أن القارة تملك الآن فرصة جديدة في عصر الرقمنة للاستفادة من التقنيات الحديثة.
وصرّح معهد بروكينجز أن الابتكار الرقمي يمكن أن يساعد في اتخاذ قرارات أفضل، واستهداف دقيق، وكفاءة في استخدام الموارد، مما يعزز الإنتاجية الزراعية ويضمن الأمن الغذائي للسكان المتزايدين.
أوضح التقرير تأثير التقنيات الرقمية على الزراعة الإفريقية ودور المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) في هذا التحول، مشيراً إلى استخدام الأدوات الرقمية مثل الخرائط الرقمية للتربة وأنظمة الذكاء الاصطناعي للكشف عن أمراض المحاصيل، وأن المزارعين تمكنوا من تحديد الأمراض وعلاجها مبكراً، مما أدى إلى زيادة الإنتاج وتقليل خسائر المحاصيل، مستشهداً بأمثلة من نيجيريا وإثيوبيا ومالي.
وأشار إلى ضعف المشاركة من قبل القطاعين العام والخاص في إفريقيا في تطوير الزراعة الرقمية، وأكد الحاجة إلى استراتيجيات وطنية محددة، وأن الاتحاد الإفريقي أشار إلى التبني البطيء للزراعة الرقمية، وأن دولاً قليلة فقط قامت بتطوير استراتيجيات وطنية تشمل موريشيوس وجنوب إفريقيا وكينيا ومصر وتونس والمغرب والجزائر.
وأكد إلى أن بعض الدول سجلت درجات جيدة في مؤشر الجاهزية للزراعة الرقمية لعام 2022، مثل موريشيوس وجنوب إفريقيا وكينيا ومصر.
وأوضح أن التقدم في تطوير الزراعة الرقمية بطيء حتى في القطاع الخاص، على الرغم من تحقيق بعض الخطوات المهمة خلال العقد الماضي.
أوصى معهد بروكينجز الحكومات الإفريقية وأصحاب المصلحة بإعطاء الأولوية للسياسات التي تمكن التحول الرقمي، وضمان الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا وتوفير الوصول العادل للجميع،
وصرّح التقرير أن التحديات الكبيرة في هذا القطاع الحيوي تتطلب تبني التقنيات الرقمية، بدعم من سياسات ملائمة واستثمارات استراتيجية لضمان الأمن الغذائي والتنمية المستدامة والقدرة على الصمود في أنظمة الأغذية الزراعية.