05 ديسمبر 2025

في السنوات الأخيرة، أصبح الطراز المغربي التقليدي في البناء والزخرفة خيارا متناميا بين الجزائريين الساعين لإضفاء لمسة فنية مميزة على منازلهم، بعيدا عن الأنماط العصرية السريعة التي يروج لها غالبية المقاولين.

ودفع هذا الإقبال آلاف الحرفيين المغاربة إلى العمل في الجزائر، بعضهم بطرق غير نظامية، لتقديم مهاراتهم في تزيين الأسقف وتبليط الأرضيات وصناعة البلاطات التقليدية.

ومن بين هؤلاء، الأخوين محمد ومحسن من مدينة وجدة، حيث أكدا أن الطلب على خدماتهما ارتفع مع توسع مشاريع الإسكان في الجزائر، إلا أن غياب الوضع القانوني يفرض عليهما مغادرة البلاد كل 90 يوما، ما يعيق إتمام بعض المشاريع.

وأوضح المهندس الجزائري سعيد زيتان، من ولاية تلمسان، أن حضور الزخرفة المغربية في الجزائر ليس جديدا، إذ يظهر بوضوح في المساجد والقصور والمباني التاريخية، مستفيدا من مواد محلية كالرخام والحجر والرمال المدكوكة.

ويرى زيتان أن العمارة في البلدين تستمد جذورها من الطراز الإسلامي الممزوج بالتأثيرات الموريسكية والأندلسية، فضلًا عن مساهمة الهندسة الأمازيغية في مناطق مثل جبال الأطلس.

وفي سياق متصل أشار خبراء إلى عقبتين أساسيتين أمام الحفاظ على هذا التراث المشترك: الأولى غياب رؤية عمرانية واضحة تمنح المدن الجزائرية هوية معمارية متماسكة كما هو الحال في المغرب، والثانية ضعف التنسيق الثقافي بين البلدين فيما يخص التراث المعماري، مثل الخلاف حول أصول “الزليج”، في ظل استمرار التوترات السياسية.

وتنتمي الزخرفة المغربية للمدرسة الأندلسية–المغاربية، وتمتزج فيها الأشكال الهندسية والنباتية والخط العربي لخلق توازن جمالي وروحاني.

وتعتمد الزخارف الهندسية على التكرار الرياضي الدقيق والنجوم المتعددة، بينما تعكس الزخارف النباتية الجمال الطبيعي واستمرارية الحياة.

ويستعمل الخط الكوفي والمغربي لتزيين الجدران بآيات وعبارات، وغالبا يدمج مع العناصر الأخرى، وتنفذ الزخارف عبر الزليج، الجبس المنقوش، الخشب المحفور، والحجر المزخرف، إضافة إلى المنسوجات التقليدية.

وتميزها ألوان الأزرق والأخضر والأحمر والذهبي ذات الرمزية الدينية والثقافية، وتظهر هذه الفنون في معالم بارزة مثل جامع القرويين بفاس وقصر الباهية ومدارس فاس التاريخية.

محاكمة مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهم التحريض

اقرأ المزيد