05 ديسمبر 2025

اتجاه “الرحيل الرقمي” يثير جدلاً دينياً واجتماعياً، مع بدء شركات ناشئة تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تحاكي أصوات وصور وسلوك المتوفين لإبقاء التواصل قائماً مع ذويهم بعد الوفاة.

وأوضح الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، أن هذه الظاهرة تمثل تحولاً عميقاً في استخدام الذكاء الاصطناعي من أداة إنتاجية إلى مجال يلامس مشاعر الفقد والحزن.

وأشار إلى شركات مثل “HereAfter AI” الأمريكية التي تنشئ نسخاً تفاعلية بعد تخزين تفاصيل دقيقة عن الشخص، و”DeepBrain AI” الكورية التي تنتج صوراً وفيديوهات باستخدام التزييف العميق، إضافة إلى تطبيقات مثل “Replika AI” و”Project December” التي تتيح محادثات نصية مع “نسخ افتراضية” للراحلين.

وحذر رمضان من تحديات أمنية تتمثل في احتمال استغلال هذه النسخ للابتزاز الإلكتروني أو الاحتيال، إضافة إلى غياب تشريعات واضحة تحمي “الهوية الرقمية” بعد الوفاة.

كما نبه إلى مخاطر نفسية واجتماعية تتمثل في الانغماس بالتواصل مع نسخ افتراضية على حساب التكيف مع الفقد، إلى جانب أبعاد دينية وأخلاقية تجعل من محاكاة الموتى ممارسة مثيرة للجدل.

ومن جانبه، قال مفتي الديار المصرية الأسبق، الدكتور نصر فريد واصل، إن هذه الممارسات “غير جائزة شرعاً”، موضحاً أن الموت يقطع صلة الإنسان بالدنيا، وبالتالي فإن أي حقوق أو التزامات لا يمكن أن تُستمد من محاكاة رقمية للمتوفى.

وأضاف أن هذه الظاهرة قد تخلق مشاكل اجتماعية وأسرية إذا ما صدّق البعض روايات افتراضية عن مستحقات مالية أو غيرها، مؤكداً أن سلبياتها تفوق إيجابياتها.

ورأى استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هندي، فرأى أن هذه التطبيقات تستدر مشاعر الحنين والشجن، وقد تبعث بعض الراحة أو السعادة إذا استُخدمت مع شخصيات عامة أو تاريخية، لكنها تتحول إلى عبء نفسي عند استحضار الأقارب الراحلين.

وأوضح أن ذلك قد يؤدي إلى انغماس مرضي في الذكريات، تجديد الحزن، أو حتى ظهور أعراض نفسية مثل القلق المرضي، الوساوس، أو ما يعرف بـ”متلازمة القلب المنكسر”.

واختتم الخبراء بالإشارة إلى أن “الرحيل الرقمي” قد يتحول إلى صناعة ضخمة مستقبلاً، لكنه يظل محاطاً بتحديات شرعية وأمنية وأخلاقية تتطلب تشريعات واضحة لحماية الكرامة الإنسانية.

خبراء في مصر يحذرون من مخاطر منصة “روبلوكس” على الأطفال والمراهقين

اقرأ المزيد