26 مارس 2025

دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الحكمة في التعامل مع الخلافات مع فرنسا، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو المرجعية الوحيدة لحل الأزمة، وجاء ذلك في ظل تصاعد التوترات بعد دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية.

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء السبت، ضرورة التحلي بالحكمة في التعاطي مع الخلافات القائمة بين الجزائر وفرنسا، واصفاً الجدل الدائر حول هذه القضية بـ”الفوضى والجلبة السياسية”.

جاء ذلك خلال مقابلة مع مجموعة من الصحفيين من وسائل الإعلام العامة، حيث شدد تبون على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو “المرجعية الوحيدة في فرنسا لحل هذا الخلاف”.

وأوضح تبون أن “سوء التفاهم” بين البلدين لا يزال قائماً، لكنه أكد أن الرئيس الفرنسي يظل الشريك الرئيسي في أي مفاوضات أو تسوية للخلافات، وقال: “بالنسبة لي، فإن تسوية الخلافات يجب أن تكون معه أو مع الشخص الذي يفوضه، أي وزير الشؤون الخارجية، وهذا هو الصواب”.

وأضاف الرئيس الجزائري أن ملف الخلافات مع فرنسا “موضوع بين يدي شخص كفء جداً يحظى بكامل ثقتي، وهو وزير الشؤون الخارجية السيد أحمد عطاف”.

كما أكد أن الجزائر وفرنسا “دولتان مستقلتان: قوة إفريقية وقوة أوروبية، ورئيسان يعملان معاً”، مشيراً إلى أن “الباقي لا يعنينا”.

يُذكر أن فرنسا احتلت الجزائر لمدة 132 عاماً، ولا تزال هناك ملفات عالقة بين البلدين تعود إلى الحقبة الاستعمارية، ومع ذلك، فإن الخلاف الحالي بين الجزائر وفرنسا يتعلق بموقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو 2024 دعمه لخطة الحكم الذاتي للصحراء تحت سيادة المملكة المغربية.

ورداً على هذا الموقف الفرنسي، سحبت الجزائر سفيرها من باريس، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين، وتلا ذلك سلسلة من الأحداث، بما في ذلك توقيف مؤثرين جزائريين مقيمين في فرنسا ومحاولة ترحيلهم إلى الجزائر، التي رفضت استقبالهم.

كما شهدت مدينة مولوز الفرنسية هجوماً بالسكين نفذه جزائري كان مطلوباً للترحيل، مما زاد من حدة الأزمة.

وتصاعدت الخلافات بشكل أكبر مع اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في مطار الجزائر في 16 نوفمبر الماضي.

وكانت السلطات الجزائرية قد استاءت من تصريحات صنصال لصحيفة “فرونتيير” الفرنسية، التي تُعرف بقربها من اليمين المتطرف، حيث كرر فيها موقف المغرب القائل إن جزءاً من أراضيه اقتطع خلال الاستعمار الفرنسي وضم إلى الجزائر.

وفي فبراير الماضي، طالب الرئيس الفرنسي بـ”حل” قضية صنصال “لإعادة الثقة” المتبادلة بين البلدين، معرباً عن قلقه على صحة الكاتب الذي يعاني من مرض السرطان.

ومن المتوقع أن يصدر القضاء الجزائري حكمه في قضية صنصال الخميس المقبل، حيث طالبت النيابة العامة بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات في حقه.

رغم التوترات الحالية، يبدو أن الرئيس الجزائري يسعى إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع فرنسا، مع التأكيد على أهمية التعامل بحكمة ومسؤولية لحل الخلافات.

ومع ذلك، فإن القضايا العالقة، خاصة تلك المتعلقة بالحقبة الاستعمارية وقضية الصحراء، تظل عقبات رئيسية في طريق تحسين العلاقات بين البلدين.

اقرأ المزيد