يقوم الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي بإعادة رسم دور الجيش باتجاه الأمن الداخلي وحماية الأراضي والمواطنين التشاديين، وذلك نتيجة التحديات الأمنية وبعد سنوات من المشاركة في العمليات الإقليمية.
وأعلن الرئيس التشادي عن هذا الدور للجيش في أعقاب عملية عسكرية مكثفة ردا على هجوم شنته جماعة “بوكو حرام” أسفر عن مقتل نحو أربعين جنديا تشاديا.
وأشار الرئيس ديبي إلى أن الدعم الدولي كان غائبا عندما تعرضت تشاد لهجمات إرهابية، وهو ما دفعه لإعادة النظر في التزاماته الإقليمية وتركيز جهود الدفاع على الجبهة الداخلية.
وأكد ديبي على أهمية الاستقلالية في القرارات الأمنية، مشيرا إلى أن عدم وجود تضامن فعلي ضمن القوة المتعددة الجنسيات يجعل مشاركة تشاد فيها بلا قيمة استراتيجية، ما يدفع البلاد لإعادة تقييم أولوياتها الأمنية والتركيز على حماية حدودها ومواطنيها.
وقاد الرئيس ديبي العمليات من منطقة بحيرة تشاد، وصرح بأن الضربات الموجهة ضد مواقع العدو أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف المهاجمين، مؤكدا استعداد القوات البرية لمواجهة أي تهديدات جديدة.
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه تشاد تحديات أمنية معقدة، مع التزامها السابق في مكافحة الإرهاب ضمن قوة أمنية متعددة الجنسيات منذ العام 2013.
يذكر أن ديبي، البالغ من العمر 68 عاما، يعد أحد أطول الزعماء حكما في إفريقيا، حيث جاء إلى السلطة بعد انتفاضة مسلحة في عام 1990.
ولد ديبي في عام 1952 بمدينة بفادة شرقي تشاد، وهو ابن أحد الرعاة من جماعة الزغاوة العرقية، وسلك الطريق التقليدية للوصول إلى السلطة من خلال الجيش، وتمتع بثقافة عسكرية.
انضم إلى الجيش في سبعينيات القرن الماضي، وتلقى تدربيا عسكريا في فرنسا ثم عاد إلى تشاد في عام 1978.
شارك ديبي في حركة تمرد ضد حكم الرئيس السابق، كوكوني وادي، في عام 1982، وأظهر دعمه لحكم خلفه الرئيس حسين حبري، (1982-1990) ، وتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة.
الرئيس التشادي يؤكد إجراء الانتخابات في موعدها رغم الفيضانات