أعلنت قوات الدعم السريع السودانية وقف المفاوضات مع الحكومة السودانية، في وقت تتواصل فيه المواجهات العنيفة مع الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.
وقال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، محمد المختار، في تصريحات صحفية، إن دعوات السلام التي قُدمت تقديراً لمعاناة الشعب السوداني “ذهبت أدراج الرياح”، مضيفاً أن الطرف الآخر “لا يرغب سوى في الحرب”، وأنه “لن يتم التفاوض مع الفلول والحركة الإسلامية وأبواقها”.
ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الهجمات التي شنها الجيش السوداني خلال الأيام الأخيرة في الخرطوم، في إطار ما وصفته مصادر محلية بأنه “أكبر عملية عسكرية” منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل 17 شهراً.
وأفادت المصادر بأن الجيش نفذ قصفاً مدفعياً وجوياً مكثفاً على مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة على جسور رئيسية تربط مدن الخرطوم وأم درمان وبحري.
ووفقاً لمصادر عسكرية قريبة من الجيش، تمكنت القوات السودانية من إحراز تقدم في عدة محاور بالعاصمة، مستغلة عامل المفاجأة لاستعادة مواقع استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وأكدت المصادر أن الجيش استعاد السيطرة على بعض الجسور المهمة التي تربط بين الخرطوم وأم درمان، مما يزيد من فرص نجاحه في تضييق الخناق على قوات الدعم السريع في العاصمة.
وعلى الجانب الآخر، نفت قوات الدعم السريع تحقيق الجيش أي تقدم استراتيجي يُذكر، مؤكدة أن قواتها لا تزال تسيطر على معظم المواقع المهمة في الخرطوم، وأنها ألحقت “خسائر كبيرة” بالقوات المهاجمة.
وقال أيوب نهار، عضو المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، إن الحديث عن انتصارات للجيش “مجرد أوهام”، مضيفاً أن قواته “منتشرة في كل مواقعها بالعاصمة”.
ويعكس التصعيد الأخير تعثّر الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة ودول أخرى لإنهاء النزاع عبر التفاوض، وفي حين كان الجيش السوداني قد امتنع عن حضور محادثات الشهر الماضي في سويسرا، تواصل الولايات المتحدة محاولاتها لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
وبينما تتواصل المعارك على الأرض، يبقى الوضع في الخرطوم مفتوحاً على احتمالات عديدة، حيث لم تُحسم المعركة بعد لأي من الطرفين، وسط تزايد المخاوف من استمرار التصعيد العسكري وتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
أضواء غامضة في سماء كاليفورنيا تثير جدلاً واسعاً وتكهنات حول طبيعتها