في خطوة لافتة على وقع تصاعد الضغوط الداخلية والانقسامات السياسية المتفاقمة، أعلن رئيس حكومة الوحدة الليبية منتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، نيته إطلاق مبادرة سياسية جديدة تستند إلى ثلاثة مسارات قال إنها تهدف إلى “إنقاذ البلاد من المأزق السياسي الراهن” وتأمين الانتخابات.
وجاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء في طرابلس، حيث أكد الدبيبة أن المبادرة، التي ستُعرض قريبا، تبتعد عن المحاصصة وتعتمد على الكفاءة كأساس لإعادة تشكيل الحكومة، كما تشمل مسارا ثانيا يتمثل في إطلاق ما أسماه “مشروع الاستعلام الوطني”، في محاولة لرصد توجهات الشارع وتقديمه كأداة تعبّر عن الإرادة الشعبية.
أما المسار الثالث فيتمثل في وضع آلية “واقعية وفعالة” لتأمين الانتخابات المرتقبة، في سياق مسعى واضح لإنهاء مبررات استمرار الحكومات الموازية.
وربط رئيس الحكومة هذه المبادرة بما وصفه بـ”بسط سلطة الدولة” و”فرض القانون”، وشدد على أن مهام الأمن ينبغي أن تكون حصرا على مؤسسات الدولة، كاشفا عن خطط لإعادة هيكلة الجيش والشرطة لضمان احتكار السلاح الشرعي وإنهاء فوضى السلاح والمجموعات المسلحة الخارجة عن السيطرة.
ودافع الدبيبة دافع عن العملية الأمنية المثيرة للجدل التي شهدتها العاصمة طرابلس في منتصف مايو، واصفا إياها بأنها “ناجحة” وتحظى بدعم إقليمي ودولي واسع، رغم ما تبعها من مواجهات عنيفة بين جهاز دعم الاستقرار واللواء 444، أعقبتها اشتباكات دامية أخرى بين الأخير وجهاز الردع عقب قرار بحله.
وتأتي مبادرة الدبيبة في وقت تواجه فيه حكومته تحديات متزايدة، تجسدت في خروج تظاهرات حاشدة تطالب برحيله، وتزامنت مع بدء مجلس النواب دراسة ملفات المرشحين لتشكيل حكومة جديدة، في مؤشر على اشتداد الصراع على الشرعية التنفيذية في البلاد.
ليبيا.. إنشاء منطقة حرة وتحديث للمطار والميناء في سرت
