05 ديسمبر 2025

تعيش العاصمة الليبية طرابلس أجواء مشحونة بالتوتر، وسط تحركات عسكرية واسعة النطاق يرجح مراقبون أنها تمهيد لخطة يقودها رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة لتصفية جهاز الردع.

وخلال اليومين الماضيين، دخلت تعزيزات مسلحة ضخمة إلى طرابلس من مدن عدة، أبرزها مصراتة، في وقت أصدرت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة بيانا شديد اللهجة ضد جهاز الردع، متهمة إياه بارتكاب انتهاكات خطيرة تشمل التعذيب والاغتصاب والقتل خارج إطار القانون.

ومنحت الوزارة الجهاز مهلة 48 ساعة لتنفيذ جملة مطالب، من بينها تسليم مطلوبين للنائب العام، وتفكيك شبكات التجنيد غير النظامية، وتسليم القيادات المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، محذرة من أن أي مواجهة مسلحة ستكون مسؤولية الجهاز بالكامل.

واعتبر النائب علي التكبالي أن رئيس الحكومة يستخف بقدرات جهاز الردع، متجاهلا أن قوته تتجاوز كتيبة معيتيقة لتشمل تحالفات مع مجموعات مسلحة يفوق عدد عناصرها عشرة آلاف مقاتل، محذرا من أن أي صدام مباشر سيكون مغامرة تنهي مستقبل الدبيبة السياسي.

وبحسب مصادر سياسية، فإن ضغوطا تركية وإيطالية دفعت باتجاه احتواء الأزمة سريعا، في ظل تقارير دولية متزايدة عن قضايا فساد وسوء إدارة مالية داخل حكومة الدبيبة.

وفي سياق متصل، عبر سكان تاجوراء وحراك سوق الجمعة في العاصمة طرابلس عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتحويل مناطقهم إلى ساحات قتال، محذرين من خطورة التمركزات العسكرية داخل الأحياء السكنية.

وفي بيان صادر عن أهالي تاجوراء، أكدوا أنهم سيقفون “سدا منيعا” ضد أي نزاع مسلح، معتبرين أن إقامة مواقع عسكرية في المنطقة تمثل “اعتداء مباشرا” على سكانها.

وفي موقف متزامن، أعلن حراك سوق الجمعة تضامنه مع تاجوراء، مؤكدا أن دخول أي تشكيل مسلح إلى العاصمة “سيواجه برفض شعبي واسع”، وداعيا البعثة الأممية للدعم في ليبيا إلى التدخل الفوري لوقف ما وصفها بـ “الخروقات المهددة للأمن والاستقرار”.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن، عن خطة جديدة لإنهاء الأزمة الليبية، تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: صياغة إطار انتخابي متفق عليه، تشكيل حكومة موحدة، وإطلاق حوار وطني شامل.

ليبيا تبدأ تطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات لتنظيم الاستيراد

اقرأ المزيد