05 ديسمبر 2025

أشاد عبد الحميد الدبيبة بجهود المؤسسات الأمنية في طرابلس بعد الاشتباكات الأخيرة، مشيراً إلى انتهاء العملية العسكرية وفرض الأمن، وعبّر المجلس الأعلى للدولة عن قلقه من التوترات، داعياً لعودة الوحدات العسكرية إلى ثكناتها لتجنب التصعيد.

أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايته، عبد الحميد الدبيبة، بالإنجاز الكبير الذي حققته المؤسسات الأمنية والعسكرية في فرض الأمن بالعاصمة طرابلس، وذلك في أول تعليق له على الاشتباكات التي اندلعت ليل الاثنين وأثارت قلقاً محلياً ودولياً.

وجاءت تصريحات الدبيبة عبر منشور على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، حيث قال: “أُحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة”.

وأضاف أن “ما تحقق اليوم يؤكد أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين”، معتبراً أن هذه الخطوة تُعد “حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية، وترسيخ مبدأ ألّا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة، ولا سلطة إلا للقانون”.

جاءت تصريحات رئيس الحكومة بعد إعلان وزارة الدفاع انتهاء العملية العسكرية التي شهدتها طرابلس ليل الاثنين، إثر مقتل رئيس جهاز “دعم الاستقرار”، عبد الغني الككلي، حيث خاضت القوات الحكومية اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة في عدة أحياء بالعاصمة.

من جهته، أعلن مركز طب الطوارئ والدواء في ليبيا، اليوم الثلاثاء، انتشال ست جثث من مواقع الاشتباكات في محيط منطقة أبو سليم، بينما انتشرت مقاطع مصورة تُظهر احتراق عشرات المركبات جراء المواجهات، خاصة في المنطقة ذاتها التي تعد مركز تواجد قوات جهاز “دعم الاستقرار”.

في سياق متصل، أعرب المجلس الأعلى للدولة الليبي عن قلقه البالغ إزاء التوترات الأمنية والتحشيد العسكري على أطراف العاصمة، محذراً من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تعميق معاناة الشعب وتدمير البنية التحتية وتعزيز الانقسام.

ودعا المجلس في بيان رسمي القيادات العسكرية، بما في ذلك القائد الأعلى للجيش ووزير الدفاع ورئيس الأركان العامة، إلى “تحمل مسؤولياتهم الوطنية وتوجيه الوحدات العسكرية للعودة إلى ثكناتها، تجنباً لأي تصعيد يزيد الأزمة تعقيداً”.

وتعاني ليبيا منذ عام 2011 من أزمة سياسية وأمنية حادة، في ظل انقسام بين حكومتين متنافستين: حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة الدبيبة، وحكومة موازية في بنغازي مدعومة من البرلمان الليبي.

يأتي التصعيد الأخرد في إطار الصراع المستمر بين الفصائل المسلحة والمؤسسات الرسمية، وسط مخاوف من عودة العنف الدموي الذي شهدته البلاد في السنوات الماضية.

ليبيا.. تجدد مأساة الحرائق في الأصابعة والاختناقات تتصاعد مجددا

اقرأ المزيد