رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، هدد بإطلاق حملة أمنية حاسمة في العاصمة طرابلس، في حال لم تلتزم الجماعات المسلحة بشروط الدولة، محذرا من مواجهة مسلحة جديدة إذا استمر التمرد على المؤسسات الرسمية.
وفي مقابلة بثتها قناة “ليبيا الأحرار”، أمس الأحد، شدد الدبيبة على أن وقف التصعيد مرهون بجملة من الشروط التي وصفها بـ”الأساسية لعودة الاستقرار”، وعلى رأسها تسليم جميع المطلوبين للنيابة العامة، وتمكين الدولة من بسط سيطرتها الكاملة على مطار معيتيقة، وميناء طرابلس، وكافة السجون، بالإضافة إلى حل التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون، والامتثال التام لسلطة الدولة وقوانينها.
وأكد الدبيبة أن من يرفض هذه الشروط “يعرض نفسه لعواقب لا يمكن ضمان نتائجها”، مضيفا أن الرسالة وصلت بوضوح، وأن محاولات بعض الجماعات لاستخدام مناطق مأهولة مثل سوق الجمعة كدروع بشرية لن تغير من موقف الحكومة.
وحمل رئيس الوزراء نفسه مسؤولية إدارة المواقع والمنشآت الأمنية التي انسحبت منها الفصائل المسلحة، كاشفًا أن بعض هذه التشكيلات بات يملك قدرات عسكرية تفوق إمكانيات الدولة، ويستخدمها في عمليات ابتزاز ضد مؤسساتها.
كما أشار إلى أن النيابة العامة أصدرت أكثر من 120 مذكرة توقيف بحق عناصر مسلحة تتحصن في محيط مطار معيتيقة.
وأكد أن جهاز “دعم الاستقرار” عرقل في السابق عمل الشرطة، ومنع المواطنين من تقديم شكاوى، مشيرا إلى أن مئات الملفات المتعلقة بانتهاكات الجهاز باتت الآن أمام القضاء.
ولمّح الدبيبة إلى تورط بعض الفصائل في استيراد الأسلحة من الخارج عبر طائرات خاصة، دون علم أو تنسيق مع الجهات الرسمية، معتبرا ذلك “انقلابا على الدولة لا على الحكومة فقط”، موضحا أن هذه الجماعات، رغم محدودية عددها، تتصرف بمنطق العصابات المنظمة.
وفي ختام تصريحاته، شدد على أن الحكومة لا تستهدف أي تيار ديني بعينه، بل ترفض من يستخدم الألقاب الدينية كـ”الشيخ” و”الحاج” غطاء للتهرب من المحاسبة وتخريب مؤسسات الدولة.
وفي سياق متصل، أكد عضو بدار إفتاء الغرياني، عبد الله الجعيدي، أنه لا يعارض كلام الدبيبة إلا أصحاب الأجندات المشبوهة، بحسب وصفه.
وقال الجعيدي في منشور عبر الفيسبوك: “كلام رئيس الحكومة واضح وواقع نعيشه ولا يعارضه إلا أصحاب الأجندات المشبوهة”.
ليبيا.. نقل 100 مهاجر غير نظامي إلى طرابلس تمهيداً لترحيلهم
