في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المدني وتحسين المشهد الحضري في العاصمة الليبية، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، تعليمات بإزالة أحد أبرز المقرات العسكرية في قلب طرابلس، والمعروف بـ”معسكر 77″، الذي كانت تستخدمه قوة “جهاز الدعم والاستقرار”.
وأوضح الدبيبة أن الموقع سيتم دمجه ضمن مشروع “الحياة بارك” ليحوّل إلى فضاء عام مفتوح أمام المواطنين، في إطار توجه حكومي يسعى لإخلاء الأحياء السكنية من المظاهر العسكرية وتحويلها إلى مرافق خدمية ومدنية.
وشملت التعليمات الحكومية كذلك تسلم “حديقة الحيوانات” في طرابلس، مع الانطلاق فورا في أعمال الصيانة والتأهيل بهدف إعادة افتتاحها للجمهور خلال أسبوعين، ضمن مشروع أوسع لإعادة تنشيط الفضاءات العامة بالمدينة.
ويأتي هذا التحرك في سياق خطة شاملة لإعادة تنظيم البنية الحضرية للعاصمة، وتحسين بيئتها العمرانية، في ظل تصاعد الدعوات إلى تقليص الوجود المسلح داخل المناطق السكنية وتحقيق الاستقرار الأمني.
بالتوازي مع الإجراءات الحكومية، عقد المجلس الرئاسي الليبي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماعا موسعا هو الأول من نوعه بعد الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها طرابلس.
وحضر الاجتماع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتا، إلى جانب رئيس الأركان العامة ومعاونيه وقادة المناطق العسكرية.
وتناول الاجتماع المستجدات الأمنية في العاصمة، مؤكدا ضرورة تثبيت الهدنة ومنع تكرار المواجهات المسلحة عبر إجراءات أمنية مشتركة بين الأجهزة الرسمية، في إطار المسؤوليات التي يتحملها المجلس كرأس للقيادة العسكرية العليا.
ومن جانبها، أعربت المبعوثة الأممية عن دعم البعثة الكامل للمبادرة، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن يعتبران هذا المسار ضروريًا للحفاظ على التهدئة ومنع العودة إلى العنف.
يُذكر أن العاصمة طرابلس شهدت مؤخرا موجة جديدة من التوترات الأمنية، ما أعاد إلى الواجهة الحاجة الماسّة إلى حلول سياسية وأمنية مستدامة تعيد التوازن إلى المشهد الليبي المضطرب.
المبعوث الأممي يبحث مع رئيس البرلمان الليبي العملية السياسية في البلاد
