05 ديسمبر 2025

شركة الخطوط الجوية الليبية تواجه أزمة حادة تهدد نحو 5000 موظف، مع تراجع أسطولها وعدد وجهاتها الخارجية، ما يضعها على حافة التوقف عن تسيير الرحلات لأول مرة منذ أكثر من 60 عاماً.

وتفاقمت الأزمات الإدارية والمالية التي تعانيها الشركة في الأعوام الأخيرة، ما أدى إلى تقلص أسطولها الجوي إلى طائرتين فقط، بينما انخفض عدد وجهاتها الدولية من 20 دولة إلى ثلاث دول فقط.

وأدت هذه الوضعية إلى إطلاق الشركة عدة نداءات استغاثة للجهات المعنية، بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الانزلاق نحو الإفلاس والعجز التام عن تنفيذ رحلات جديدة داخلياً وخارجياً.

وتأسست الشركة عام 1964 تحت اسم “الخطوط الجوية للمملكة الليبية”، ثم تغير اسمها عام 1969 إلى “الخطوط الجوية العربية الليبية”، قبل أن تعتمد اسمها الحالي “الخطوط الجوية الليبية” عام 2006.

وعلى الرغم من أن معاناة الشركة معروفة منذ سنوات، إلا أن تفاقم الأزمة إلى حد تهديد وجودها كشفته إدارة الشركة رسمياً قبل شهرين، ما أثار جدلاً واسعاً بين الليبيين الذين تربطهم بالشركة ذكريات طويلة، خصوصاً حين كانت أكبر شركة نقل جوي في البلاد على مدى أربعة عقود.

وفي مطلع يوليو الماضي، كشف المتحدث باسم الشركة، أحمد الطيرة، أن “الأزمة التشغيلية والمالية للشركة ليست وليدة هذا العام، بل مستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام”، مضيفاً أن “إدارة الشركة والعاملين وجهوا عدة مناشدات رسمية للحكومات الليبية للتدخل السريع، خصوصاً في ملف صيانة الطائرات، دون أي استجابة فعلية”.

وأشار الطيرة إلى أن “الشركة لا تملك حالياً سوى طائرتين من طراز A320 قيد التشغيل، بينما توجد طائرة A 330 متوقفة في مصر منذ عام 2022 بسبب تراكم الديون، وأخرى متوقفة في مدينة سبها”.

وأوضح أن “الشركة لا تطالب بتحويل أموال مباشرة من الحكومة، لكنها تسعى لتدخل الدولة لمعالجة مستحقاتها المالية”، مؤكداً أن “الشركة تعامل كأنها خاصة رغم كونها الناقل الرسمي للدولة”.

وأكد المتحدث أن “الشركة بحاجة ماسة إلى قطع غيار ومواد تشغيلية أساسية”، واصفاً مصيرها بأنه “مجهول وتقبع في غياهب النسيان”.

وأضاف أن “الشركة كانت تسير رحلات إلى 20 دولة، لكنها اليوم تقتصر على ثلاث دول فقط، مع احتمال توقف السفر داخلياً بسبب عدم توفر الطائرات الكافية نتيجة تدمير الأسطول خلال جائحة كورونا وأحداث مطار طرابلس”.

وقد فُهم البيان الرسمي الذي أصدرته الشركة عن معاناتها من قبل كثير من الليبيين على أنه تمهيد لإعلان الإفلاس، إلا أن الشركة سارعت لنفي هذا الأمر، مؤكدةً أن البيان لم يكن إعلان إفلاس، بل “صرخة وجع” نتيجة الأزمة الخانقة، معبرة عن قلقها من سوء تفسير البيان على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما نفت الشركة ما تم تداوله حول وجود قوائم لتقليص الموظفين، مؤكدةً أن أي عملية تقليص مستقبلية ستراعي كامل حقوق العاملين.

الخطوط الليبية تستأنف استخدام المسار الجوي الأوروبي

اقرأ المزيد