اتهم السودان دولاً غربية “بتسييس” العمل الإنساني، مؤكداً أن تلك الدول تحاول إلصاق تهمة “التعويق الممنهج” للمساعدات الإنسانية بالجيش والحكومة السودانية.
وانتقدت وزارة الخارجية السودانية، البيان المشترك الصادر عن مجموعة من الدول الغربية في 18 أكتوبر بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان، واصفة إياه بأنه “يمثل أسوأ حالات تسييس العمل الإنساني”.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن البيان الغربي تضمن اتهامات واضحة ومتحيزة ضد الحكومة السودانية والقوات المسلحة، محاولاً دون أدلة إلصاق تهمة تعطيل المساعدات الإنسانية بهما.
ونفت الخارجية السودانية مزاعم تعمد السلطات السودانية تعطيل إصدار تأشيرات الدخول وأذونات التحرك للعاملين في المجال الإنساني.
وأعربت عن استغرابها من دعوة تلك الدول للسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل بعيداً عن إشراف الأجهزة الحكومية، معتبرة أن هذا الطرح غير مسبوق في تاريخ العمل الإنساني، ويمثل محاولة لفرض حالة “اللادولة” في السودان.
وكانت نحو عشر دول غربية، منها الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، قد طالبت في بيان مشترك في 18 أكتوبر الجاري بضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في السودان.
في المقابل، أعلنت الحكومة السودانية في 19 أكتوبر أنها وضعت ستة مطارات سودانية وسبعة معابر برية تحت تصرف الجهات الإنسانية العاملة في البلاد.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون شخص من أصل 48 مليوناً، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينما يواجه 18 مليون منهم انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر في وقت سابق من أن السودان قد يتحول إلى “أسوأ أزمة جوع في العالم” إذا استمرت الحرب المستعرة منذ أبريل 2023.
وتشهد السودان نزاعاً مسلحاً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 13,100 شخص وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، إضافة إلى نزوح 7.9 مليون داخل البلاد ولجوء نحو 2.1 مليون آخرين إلى دول الجوار.
تصاعد أزمة اللاجئين السودانيين في ليبيا