انتقدت الحكومة السودانية المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في البلاد، مشيرة إلى أنها تتواطأ مع قوات الدعم السريع عبر تقديم المساعدات بشكل غير مباشر إلى تلك القوات.
وصرحت سلوى آدم بنيه، مفوضة منظمة “العون الإنساني” السودانية، خلال اجتماع في بورتسودان حضره ممثلو المنظمات الدولية، أن هذه الجهات “تعلم جيداً أن الميليشيا ترتكب جرائم ضد المدنيين، لكنها لم تتخذ أي خطوات لوقف ذلك، مما يشير إلى تواطؤها”، بحسب تعبيرها.
وأوضحت بنيه أن الحكومة السودانية طلبت بشكل رسمي من المنظمات نقل المساعدات الإنسانية من بورتسودان إلى المناطق المتضررة التي تواجه هجمات من قوات الدعم السريع، إلا أن هذه الطلبات لم تلقَ أي استجابة، ما أثار الشكوك حول وجود أجندات دولية تُدار من خلال تلك المنظمات، وفقاً لما جاء في تصريحاتها.
كما أشارت بنيه إلى أن المنظمات الدولية تركز جهودها فقط على معبر أدري رغم توفر أكثر من عشرة معابر أخرى، مما اعتبرته محاولة لدعم قوات الدعم السريع من خلال التركيز على هذا المسار المحدد.
ورغم انتهاء تصاريح استخدام المعبر في منتصف الشهر الحالي، أكدت بنيه التزام الحكومة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، رغم المخاوف المطروحة.
ووجهت المسؤولة السودانية انتقادات إلى المجتمع الدولي لعدم إدانته الانتهاكات المستمرة التي تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها، والتي شملت مؤخراً ولاية الجزيرة.
واعتبرت بنيه هذا الصمت الدولي بمثابة قبول ضمني لتلك الانتهاكات، ما يفتح المجال لحدوث المزيد من الجرائم بحق المدنيين.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد حدة الصراع في السودان، في وقتٍ تتزايد فيه معاناة السكان، وتزداد فيه الحاجة إلى المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الصراعات المستمرة.
“قوات الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بقتل 270 مدنياً