اتهمت الحكومة السودانية، مجددا، دولة الإمارات بالضلوع في تجنيد ونقل مقاتلين أجانب لدعم قوات الدعم السريع التي تخوض معارك واسعة ضد الجيش السوداني، مشيرة إلى أن العملية تمت عبر مسار معقد مر بالأراضي الليبية وصولا إلى الداخل السوداني.
وقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، في رسالة رسمية إلى مجلس الأمن، إن الخرطوم قدمت أدلة موثقة تكشف قيام شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات بتجنيد ما بين 350 و380 مرتزقا، معظمهم من عسكريين كولومبيين سابقين، تحت غطاء عقود عمل في مجال الأمن والحماية، قبل أن يتم إرسالهم إلى جبهات القتال في السودان.
وبحسب الوثائق، نقل المرتزقة جوا من الإمارات إلى مدينة بوصاصو بالصومال، ثم إلى ليبيا، قبل تهريبهم عبر الصحراء مرورا بتشاد نحو السودان.
وتشير البيانات إلى تنفيذ 248 رحلة جوية بين نوفمبر 2024 وفبراير الماضي، استخدمت فيها طائرات مستأجرة إماراتيا لنقل المقاتلين والأسلحة والمعدات العسكرية إلى مناطق مثل نيالا والفاشر وحمرة الشيخ.
وأوضح إدريس أن مطار نيالا، الذي أعادت قوات الدعم السريع تشغيله في سبتمبر 2024، أصبح نقطة رئيسية لاستقبال شحنات السلاح والعتاد وإجلاء الجرحى، إلى جانب مهابط ترابية في مناطق أخرى.
وأكد أن أول دفعة من المرتزقة الكولومبيين (وعددهم 172)، وصلت إلى الفاشر في نوفمبر 2024، وشاركت لاحقا في حصار المدينة وفي معارك بولايات متعددة، منها الخرطوم وأم درمان وكردفان ودارفور.
وتشمل المهام التي أسندت لهؤلاء المرتزقة، بحسب الخرطوم، تشغيل الطائرات المسيّرة، وإدارة المدفعية، وقيادة المركبات المدرعة، والمشاركة المباشرة في الهجمات، إضافة إلى تدريب مقاتلي «الدعم السريع» على حرب المدن وتكتيكات القتال الميداني واستخدام الأسلحة الثقيلة.
كما حذرت الحكومة السودانية من أدلة مقلقة على قيام المرتزقة بتجنيد وتدريب أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما، معتبرة ذلك انتهاكا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني وتهديدا للأمن الإقليمي.
فيديو لمعلمة تعنف طالباً يثير غضباً واسعاً في ليبيا
