تصريحات الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أشعلت جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والمجتمعية المصرية، بعد حديثها عن عدم وجود نص شرعي صريح يحرّم تعاطي الحشيش، ما أثار غضباً وردوداً رسمية حادة.
وقالت صالح إن تعاطي الحشيش لا يدخل في دائرة التحريم القطعي، لعدم وروده في نصوص القرآن أو السنة بصيغة مباشرة، مضيفة أن الحكم يتوقف على آثاره الفعلية: “إذا ثبت علمياً أن له تأثيراً مشابهاً للخمر في تغييب العقل أو الإضرار به، فإنه يُحرم قياساً لا نصاً”.
ورغم محاولتها تأطير رأيها ضمن منهجية فقهية تعتمد على القياس والتعليل بالأثر، إلا أن التصريحات أثارت ردود فعل مستنكرة من الجهات الرسمية والدعوية، واعتبرها كثيرون محاولة لتبرير تعاطي مادة مخدرة يحظرها الشرع والقانون.
ومن جهته، أصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لرئاسة الوزراء بياناً أعرب فيه عن استغرابه من “بعض التصريحات غير المسؤولة” التي تتحدث عن مشروعية تعاطي الحشيش، خاصة في ظل الجهود الحكومية المتواصلة لمكافحة الإدمان ورفع الوعي العام بمخاطره.
وعدّد الصندوق أضرار الحشيش الصحية والنفسية والسلوكية، مشيراً إلى احتوائه على مواد مُهلوسة ومُضللة إدراكياً، كما يتسبب في تليف الرئة، الإصابة بالربو، ضعف الذاكرة والتركيز، واضطرابات نفسية حادة، منها الاكتئاب والقلق، كما لفت البيان إلى تحذيرات الأمم المتحدة من أن قيادة المركبات تحت تأثير الحشيش تزيد احتمالية التسبب في الحوادث بثلاثة أضعاف.
وفي رد حاسم، قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن الحشيش “حرام شرعاً كحرمة الخمر سواء بسواء”، محذراً من التهوين أو التساهل في هذا الباب، ومؤكداً أن “محاولة تبرير تعاطيه، لا سيما إذا صدرت عن شخصيات أكاديمية، تمثل تضليلاً للرأي العام وفتحاً لأبواب الإدمان والانحراف”.
وشدد الأزهري على أن الترويج لتحليل تعاطي المخدرات هو “جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية”، ويزداد إثمها وخطرها إذا كان المتعاطي سائقاً أو مسؤولاً عن أرواح الآخرين، لما فيه من تعريض مباشر لحياتهم للخطر.
كما وجّه الداعية الشيخ محمد أبو بكر انتقادات حادة إلى الدكتورة سعاد، معتبراً أن اعتزالها العمل الدعوي “قد يكون الأصلح لصالحها وصالح الدعوة الإسلامية”، محذراً من اتخاذ مثل هذه الآراء ذريعة للطعن في ثوابت الدين.
وقال أبو بكر: “الخمر والحشيش وسائر المخدرات محرمة شرعاً بإجماع العلماء، ومجرّمة قانوناً بلا خلاف، القول بجوازها شذوذ فقهي مردود، ومخالفة للإجماع، وركض مذموم وراء فتنة الترند وحب الظهور”.
ويأتي هذا الجدل في وقت تكثّف فيه الدولة المصرية جهودها لمكافحة تعاطي المواد المخدرة، وسط مخاوف متزايدة من أي آراء قد تفسّر على أنها تخفيف لخطورة الإدمان أو تشجيع ضمني على الانخراط فيه.
ضجة في مصر بعد ظهور محمد زيدان في إعلان لشركة مراهنات
