في خطوة جديدة ضمن الجهود المتواصلة لتنظيم وضع المهاجرين في البلاد، أعلن الحرس الوطني التونسي عن اكتشاف تواصل بعض المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء مع جهات أجنبية تسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وجاء الكشف خلال عملية إخلاء وتفكيك مخيمات المهاجرين في صفاقس، حيث تم ضبط أسلحة بيضاء وتوقيف عدد من المهاجرين.
وأكد المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الجبابلي، في تصريحات صحفية أن التحقيقات الأولية أظهرت تواصل هؤلاء المهاجرين مع أطراف أجنبية بهدف إحداث بلبلة وفوضى في المخيمات والمناطق المجاورة، مما دفع السلطات إلى تسريع عملية الترحيل القسري للمتورطين.
وذكر شهود عيان أن قوات الأمن قد داهمت مخيمات في مدينتي العامرة وجبنيانة مساء أمس الجمعة، ما أدى إلى دفع المهاجرين للمغادرة الطوعية نحو بلدانهم الأصلية.
وكانت هذه المناطق تعتبر نقاط استقطاب رئيسية للمهاجرين، ولكن التوافد المكثف تسبب في توترات مع السكان المحليين.
والمهاجرون أنفسهم أكدوا عدم رغبتهم في البقاء بتونس، معربين عن أملهم في عبور البحر المتوسط إلى الجزر الإيطالية بحثا عن فرص حياة أفضل.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الإيطالية عن تخصيص 20 مليون يورو لدعم عمليات العودة الطوعية للمهاجرين في شمال إفريقيا بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب بيانات الحكومة التونسية، عاد 7,250 مهاجرا إلى دولهم الأصلية في العام الماضي ضمن برنامج العودة الطوعية، وتقدر المنظمة الدولية للهجرة عدد المهاجرين في تونس بنحو 63 ألفا، بما في ذلك من يملكون إقامات قانونية.
وتأتي هذه الخطوات في إطار جهود تونس للتعامل مع تحديات الهجرة غير النظامية والضغوط التي تواجه البلاد في ظل الأزمات الإقليمية المتصاعدة.