خسر السودان موقعه المتقدم في سوق الصمغ العربي العالمي بعد أن تراجعت صادراته بنسبة تقارب 60% منذ اندلاع الحرب، في وقت نجحت دول مجاورة مثل تشاد ومالي والنيجر في ملء الفراغ وتوسيع حصتها من هذا القطاع الحيوي.
ويتركز إنتاج الصمغ العربي في ولايتي كردفان ودارفور، وهما من أكثر المناطق تضررا بالنزاع المسلح، ما أدى إلى تعطيل عمليات الحصاد والنقل وشل قدرة المنتجين على الوصول إلى الأسواق.
وانعكس هذا التراجع مباشرة على التجارة الدولية، إذ ارتفع سعر الطن من صمغ الهشاب إلى نحو 3150 دولارا مقابل 2200 دولار قبل الحرب، بحسب بيانات البورصات العالمية.
وقبل اندلاع النزاع، كانت صادرات السودان تتراوح بين 120 و150 ألف طن سنويا، تشكل نحو 70% من الإنتاج العالمي.
وفي سياق متصل، أكد رئيس شعبة المصدّرين أحمد الطيب العنان، أن الحرب دفعت 180 شركة من أصل 187 إلى التوقف عن العمل، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي يهدد بانهيار شبه كامل للقطاع الذي لم تتجاوز عائداته السنوية 150 مليون دولار رغم إمكاناته الضخمة.
ومن جانب آخر، حذّر خبراء من تداعيات بيئية خطيرة، أبرزها التوسع في قطع غابات الطلح والمن نتيجة غياب مصادر الطاقة البديلة وانتشار البطالة.
وأوضح الدكتور عصام صديق، المختص في مجال الصمغ العربي، أن تدهور الغطاء النباتي يضعف فرص السودان في استعادة مكانته على المدى البعيد، خصوصاً مع ارتباط الأزمة بالنزوح الجماعي وفقدان الأنشطة الصناعية.
وأفرزت الأزمة أيضا تحولات جديدة في السوق، ومع غياب المصانع والكهرباء، نشطت تجارة البيع المباشر للمستهلكين، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
السودان يعلق عمل قنوات تلفزيونية تبث من الإمارات
