الجيش النيجيري أعلن مقتل 17 إرهابياً وتوقيف 85 مشتبهاً به وإنقاذ 10 رهائن، في سلسلة من العمليات العسكرية الواسعة التي نُفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ضد تنظيمي “بوكو حرام” و”داعش” في غرب إفريقيا.
ونقلت وكالة الأنباء النيجيرية الرسمية عن مصدر وصفته بـ”الموثوق” في مقر قيادة الجيش، أن النتائج جاءت ضمن حملة عسكرية منسقة شملت مناطق عملياتية عدة، ووصفت بأنها “الأكبر منذ أشهر” في سياق الجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب.
وأوضح المصدر أن الموقوفين بينهم مُخبرون يتبعون لـ”بوكو حرام”، ومزوّدو دعم لوجيستي ومتعاونون مع الجماعات الإرهابية، إلى جانب مروّجي مخدرات وعصابات متورطة في عمليات خطف.
وأضاف أن الرهائن المحرَّرين جرى نقلهم إلى مواقع آمنة حيث يخضعون حالياً للفحوص الطبية والإجراءات التعريفية اللازمة.
وفي شمال شرقي البلاد، واصلت القوات الحكومية عملياتها المكثفة ضمن إطار عمليتَي “صحراء الصفاء 4” و”البحث الدؤوب”، اللتين أسفرتا عن اشتباكات عنيفة مع مقاتلي “بوكو حرام” و”داعش” في ولايتي بورنو وآداماوا.
وأشار المصدر إلى أن إحدى الوحدات العسكرية تعرضت لكمين في قريتي غوني كورمي وكاشومري بمنطقة كوندوغا في ولاية بورنو، لكنها خاضت القتال بشجاعة وتمكنت من تحييد عدد كبير من المسلحين.
كما تمكنت وحدة أخرى بالتعاون مع جهاز أمن الدولة من إلقاء القبض على مُخبر بارز لتنظيم “داعش”، كان يتولى جمع الفديات داخل مخيم الجمارك للنازحين في منطقة جيري، بعد تعقبه من خلال مراقبة اتصالاته وتحويلاته المالية.
وفي مقابلة نشرتها وكالة الأنباء النيجيرية مع اللواء عبد السلام أبو بكر، قائد قوة المهام المشتركة في شمال شرقي البلاد ضمن عملية “حدين كاي”، أكد أن “الوضع الأمني تحسَّن بشكل ملحوظ بفضل استمرار العمليات العسكرية والتنسيق المتجدد بين الأجهزة الأمنية”.
وأوضح أبو بكر أن القوات المسلحة النيجيرية تواصل الحفاظ على زمام المبادرة في كامل مسرح العمليات، ما حرم الإرهابيين من حرية الحركة والوصول إلى الإمدادات اللوجيستية التي كانت تدعم أنشطتهم، لكنه أقرّ في الوقت نفسه بأن الجماعات المتطرفة ما زالت قادرة على تنفيذ هجمات متفرقة.
وأشار إلى أن “الوضع الأمني في شمال شرق نيجيريا لا يمكن عزله عن التطورات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الاضطرابات في منطقة الساحل والشرق الأوسط، والحرب الروسية – الأوكرانية”، موضحاً أن هذه النزاعات ساهمت في انتشار التقنيات القتالية الحديثة مثل الطائرات المسيّرة المسلحة والعبوات الناسفة التي تُفعَّل عن بُعد.
وأكد القائد العسكري أن القوات النيجيرية ما زالت تملك زمام المبادرة الميدانية، مشدداً على أن الهدف الرئيس هو “تطهير ما تبقّى من معاقل الإرهابيين في غابة سامبيسا وجبال ماندارا ومنطقة التمبونز وجزر بحيرة تشاد”.
وكشف أن العمليات المنسقة لتحقيق هذا الهدف بدأت تعطي ثمارها، إذ جرى خلال الشهرين الماضيين تحييد نحو 26 قائداً إرهابياً بارزاً ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمركبات، إضافة إلى تدمير معسكرات رئيسة للمتمردين، ما أجبر بقاياهم على التشتت في جيوب نائية.
وختم اللواء أبو بكر بالتأكيد على أن الحياة بدأت تعود تدريجياً إلى طبيعتها في المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيمات المتطرفة، قائلاً: “الأسواق أعيد فتحها، والمدارس عادت إلى العمل، والطرق التي كانت غير آمنة باتت تشهد حركة يومية للبضائع والأشخاص… وهذا إنجاز وطني كبير”.
الجيش النيجيري ينفذ عملية خاصة لمحاربة الإرهاب
