دخلت المواجهات بين الجيش المالي وجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مرحلة جديدة من التصعيد، بعد إعلان هيئة الأركان تنفيذ غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة للجماعة في مناطق قريبة من الحدود مع النيجر، في إطار عمليات عسكرية تقول السلطات إنها تستهدف مجموعات متطرفة.
وتزامنت الضربات الجوية مع رد شديد اللهجة من الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، إذ أصدر متحدثها نابي ديارا بيانا مصورا توعد فيه السكان المحليين الذين يقدمون معلومات أو دعما ميدانيا للقوات الحكومية، مهددا إياهم بـ”الانتقام”، في تصعيد يثير مخاوف من اتساع دائرة العنف ضد المدنيين.
وقال ديارا إن الحكومة تبدي استعدادا للتفاوض بشأن الرهائن الأجانب، لكنها تمتنع عن إجراء أي حوار يتعلق بجنود الجيش الأسرى، معتبرا ذلك “دليلا على ازدواجية المعايير”.
كما أشار إلى أن الجماعة تعتزم تشديد الحصار المفروض على العاصمة باماكو وعدد من المدن الشمالية، ما ينذر بحسب مراقبين بمرحلة أكثر اضطرابا في المشهد الأمني.
وجاءت الغارات التي نفذها الجيش في محيط تابانكورت وإنتيليت، وهما منطقتان تعدّان من أبرز معاقل الجماعة قرب الحدود المالية–النيجرية، ضمن سلسلة عمليات موسعة تشنها القوات الحكومية منذ أسابيع لكبح تمدّد المجموعات المسلحة.
ويحذر محللون من أن تبادل التصعيد بين الجيش والجماعة ينذر بمزيد من الضغوط على المدنيين، خاصة في المناطق الريفية التي تشهد حضورا متزايدا لهذه المجموعات، بينما تتراجع قدرة الدولة على توفير الحماية، في ظل تعقيدات المشهد الأمني الإقليمي الممتد بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
الأمم المتحدة: 32.8 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة عاجلة في الساحل الإفريقي
