الجيش السوداني دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الولاية الشمالية، صباح أمس الخميس، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مثلث العوينات الحدودي.
وأفاد شهود عيان في منطقة الخناق، القريبة من الحدود، أن تحركات عسكرية مكثفة للجيش السوداني، شملت عربات قتالية وقوات مدججة بالسلاح.
ويأتي ذلك في وقت رفعت فيه القوات المسلحة السودانية حالة التأهب تحسبا لأي هجمات جديدة من قبل الدعم السريع، التي سبق أن توعدت بتوسيع عملياتها شمالا، متهمة ولايات الشمال السوداني باحتضان الجيش اجتماعيا.
وبالتزامن مع التصعيد، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعا طارئا برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمراجعة الترتيبات العسكرية والاستعدادات الدفاعية، بحسب ما أعلنه وكيل وزارة الثقافة والإعلام، جراهام عبد القادر.
كما أكد الجيش في بيان رسمي أنه أخلى منطقة المثلث “كإجراء دفاعي يهدف إلى إعادة تموضع القوات في مواجهة التهديدات المتصاعدة”.
ولم تغب الجبهة السياسية عن المشهد؛ إذ أصدرت لجنة أمن الولاية الشمالية بيانا أعلنت فيه أن “القوات المسلحة والقوات المساندة ستتصدى لأي محاولات لاستهداف المنطقة”، مؤكدة جاهزيتها الكاملة.
ومن جهته، وصف، مستشار قوات الدعم السريع، الباشا طبيق سيطرة قواته على المثلث الحدودي بـ”التحول المحوري في مسار الحرب”، مشيرا إلى أن العملية تنقل ساحة المعركة إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل.
واعتبر التحالف “السودان التأسيسي”، الموالي لقوات الدعم السريع، أن الاستيلاء على المنطقة يسهم في “تعزيز الأمن الإقليمي والحد من الهجرة غير النظامية التي تهدد استقرار المنطقة”.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت الأربعاء الماضي استيلاءها على مثلث العوينات، فيما وصفته بأنه “خطوة نوعية” تؤسس لمرحلة جديدة في السيطرة على محاور الصحراء الشمالية.
وأكدت أن وجودها في المنطقة يهدف إلى “حماية حدود البلاد من التعديات المتكررة من القوات المتحالفة مع الجيش”.
يذكر أن منطقة المثلث الحدودي، التي تقع قرب جبل العوينات الشهير، تمثل نقطة تلاق جغرافية بين السودان ومصر وليبيا، وتعرف بطبيعتها الصحراوية القاسية، وظلت لسنوات ممرا نشطا للهجرة غير الشرعية من إفريقيا نحو أوروبا عبر ليبيا.
البرهان يأمر بإخلاء الخرطوم من التشكيلات المسلحة خلال أسبوعين
