ولايتا جنوب كردفان وشمال كردفان في وسط السودان شهدتا اليوم الثلاثاء اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، حيث أحرز الجيش تقدماً كبيراً في عدة مناطق.
وفي ولاية جنوب كردفان، أفادت مصادر محلية بأن قوات مشتركة من الدعم السريع وعناصر تابعة للحركة الشعبية (جناح الحلو) شنت هجوماً على منطقة خور الدليب الواقعة في المنطقة الشرقية من الولاية.
واستهدفت القوات المهاجمة مواقع تابعة للجيش السوداني، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، ولكن لم تتوفر معلومات دقيقة حول حجم الخسائر البشرية أو المادية حتى اللحظة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه عناصر من الدعم السريع والحركة الشعبية داخل إحدى المعسكرات في المنطقة، مما يعزز التقارير الواردة حول الهجوم.
وفي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في غرب المدينة منذ الصباح، حيث حقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً ضد قوات الدعم السريع، مما دفع الجيش إلى شن عمليات عسكرية جديدة في محاور كردفان ودارفور.
وأفادت التقارير بأن الطيران الحربي السوداني استهدف تجمعات لقوات الدعم السريع في مناطق مثل الراهب غرب الدبة، مما أربك تحركات القوات المهاجمة، حيث دمرت بعض المتحركات القتالية وقتل عدد من جنودها.
وفي العاصمة الخرطوم، أعلن الجيش السوداني عن استعادة كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمدافع التي كانت مخزنة في أحد منازل حي العمارات، والتي كانت تستخدمها قوات الدعم السريع سابقاً.
كما صد الجيش السوداني هجوماً على محور جبل أولياء، حيث تكبدت قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وفي جنوب الخرطوم، سيطر الجيش على أسلحة ومدفعية ودبابات ذاتية ومنظومات تشويش حديثة تركتها قوات الدعم السريع وراءها أثناء انسحابها.
وبالإضافة إلى ذلك، تمكن الجيش السوداني من تحقيق تقدم ملموس في الخرطوم، حيث تم تحرير القصر الجمهوري في الخرطوم مطلع الأسبوع الماضي، ثم استمر في توسيع سيطرته على مناطق أخرى في العاصمة، بما في ذلك معرض الخرطوم الدولي ومطار الخرطوم، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية.
وقد كان لهذا التقدم العسكري تأثير كبير في المعارك الجارية، حيث تتجه الأنظار نحو مدى قدرة الجيش السوداني على الحفاظ على هذا الزخم وتحقيق المزيد من السيطرة في الأيام المقبلة.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، كما أدت إلى نزوح الملايين من منازلهم، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد بشكل غير مسبوق.
وتواصل الأزمة في السودان مع ارتفاع الخسائر البشرية والمادية، مما يضاعف من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في البلاد.