05 ديسمبر 2025

اشتدت المواجهات في كردفان مع تحركات الجيش السوداني حول الأبيض تحسباً لهجوم الدعم السريع، التي سيطرت على مناطق قريبة، ويهدد الصراع بتغيير موازين القوى ويثير مخاوف إنسانية مع نزوح ونقص إمدادات.

تصاعدت حدة المواجهات العسكرية في إقليم كردفان وسط تحركات مكثفة لقوات الجيش السوداني حول مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، تحسباً لهجوم محتمل من قوات الدعم السريع.

وتأتي هذه الاستعدادات بعد سيطرة الأخيرة على عدة مناطق استراتيجية تبعد نحو 40 كيلومتراً عن المدينة، في تطور يهدد بتغيير موازين القوى في هذه الجبهة الحيوية.

في الأسبوع الماضي، شهدت منطقتا أم صميمة والسيال معارك عنيفة أسفرت عن تقدم كبير لقوات الدعم السريع، مما أوقف محاولات الجيش للتقدم نحو غرب الولاية.

وتكشف الخرائط العسكرية عن خطة محكمة من قبل قوات الدعم السريع لعزل الأبيض من الشمال والغرب، بهدف تطويق القوات الحكومية وإجبارها على خوض معركة مكشوفة أو الانسحاب من مواقعها.

أصدرت قوات الدعم السريع بياناً رسمياً أكدت فيه تقدم قواتها “في جميع المحاور” ووصولها إلى “مشارف المدينة”، مع دعوة المواطنين إلى “التزام منازلهم” ووعود بـ”توفير الحماية الكاملة للسكان”.

إلا أن مصادر عسكرية حكومية تصف هذه التصريحات بأنها “حرب نفسية”، مشيرة إلى أن قوات الجيش لا تزال تسيطر على مواقع متقدمة وتتمتع بجاهزية عالية لمواجهة أي هجوم.

تكمن الأهمية الاستراتيجية لشمال كردفان في موقعها الجغرافي الذي يربط بين إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم، مما يجعلها معبراً حيوياً لنقل القوات والإمدادات العسكرية، كما تشكل السيطرة على الطريق القومي الرابط بين بارا وأم درمان هدفاً رئيسياً للقوتين المتصارعتين.

هذه التطورات العسكرية تأتي في سياق أوسع يشمل محاولات الجيش السوداني فك الحصار عن مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، بينما تواصل قوات الدعم السريع توسيع نفوذها في غرب السودان.

وتشهد المنطقة منذ أشهر تصاعداً في حدة الاشتباكات، مع تركيز خاص على السيطرة على المحليات الحدودية مثل جبرة الشيخ وبارا.

في ظل هذه التطورات المتسارعة، تبرز مخاوف إنسانية جادة حول مصير المدنيين في المناطق المتأثرة بالصراع، خاصة مع تقارير عن نزوح محدود بدأ يظهر في بعض القرى المجاورة.

كما يثير تصاعد القتال قلقاً حول تأثيره على خطوط الإمداد الغذائي والدوائي إلى مناطق واسعة من غرب ووسط السودان.

الجيش السوداني يتوقع انتهاء النزاع قبل نهاية العام الجاري

اقرأ المزيد