22 ديسمبر 2024

بدأ الجوع يفتك بالسودانيين بشكل متزايد بعد 17 شهراً من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يموت حوالي 100 شخص يومياً بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به.

وأدت هذه الأزمة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، مع تزايد حالات الاعتقال للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ونهب المؤن من المطابخ الخيرية، مما جعل تقديم الطعام للمحتاجين شبه مستحيل.

واتهم متطوعون في ولايتي الخرطوم ودارفور كلا طرفي الصراع بشن هجمات على المطابخ الإنسانية وسرقة المواد الغذائية.

وتنفي قوات الدعم السريع تورطها في هذه الهجمات، مشيرة إلى أنها تعاقب المتورطين، ويواصل الجيش السوداني اعتقال الأفراد المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

وواصلت قوات الجيش وقوات الدعم السريع الضغط على المتطوعين، حيث تعرض العديد منهم للاعتقال أو المراقبة، مما قلل من قدرتهم على إدارة المطابخ الخيرية التي تقدم الطعام للنازحين.

وتوقفت العديد من هذه المطابخ المعروفة باسم “التكيا” في السودان عن العمل، بعد تعرضها للهجمات وسرقة المواد الغذائية، إضافة إلى الاعتداء على المتطوعين وتعذيبهم أو قتلهم في بعض الأحيان.

وكثفت المنظمات الإنسانية الدولية دعمها للمتطوعين المحليين بسبب عجزها عن توصيل المساعدات الغذائية إلى المناطق الأكثر تضررا.

ومع ذلك، أشار بعض المتطوعين إلى أن هذا الدعم جعلهم أكثر عرضة للنهب من قبل قوات الدعم السريع، التي ترى في هذه المطابخ مصدراً للغذاء في المناطق التي تسيطر عليها.

وتعرض المتطوعون لسلسلة من الهجمات والمضايقات. ذكر أحد المتطوعين أن جنوداً يرتدون زي قوات الدعم السريع سرقوا هاتفه الذي كان يستخدمه لتلقي التبرعات، بالإضافة إلى سرقة مبالغ مالية مخصصة لشراء الغذاء.

وتعرض المتطوع نفسه للاعتداء مرة أخرى عندما اقتحمت قوات منزله وسرقت أكياساً من الذرة والفول، وقامت بتعذيبه للحصول على معلومات عن الجهات التي تمول هذه المطابخ.

وأصبحت “غرف الطوارئ”، وهي شبكة من المجموعات المجتمعية التي تدير المطابخ الخيرية، هدفاً للطرفين المتصارعين، حيث لا يثق الجيش ولا قوات الدعم السريع في هذه المجموعات، خاصة لأنها تضم أفراداً من لجان المقاومة التي قادت احتجاجات مؤيدة للديمقراطية خلال الانتفاضة التي أطاحت بعمر البشير في عام 2019.

وأكد إيدي رو، مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، أن المطابخ المجتمعية تشكل شريان حياة لمئات الآلاف من السودانيين الذين يعانون من الجوع، وشدد رو على ضرورة تأمين سلامة العاملين في مجال الإغاثة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية.

وأفادت بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة بأن من بين 65 قضية تم نظرها في محاكم شكلها الجيش ضد أفراد تابعين لقوات الدعم السريع حتى شهر يونيو، كانت 63 قضية تستهدف نشطاء وعاملين في مجال الإغاثة، بما فيهم أعضاء من غرف الطوارئ.

ويعيش أكثر من نصف سكان السودان، أي حوالي 25.6 مليون شخص، في حالة من الجوع الحاد، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. في المناطق الأكثر تضرراً من النزاع، يلجأ السكان النازحون والمحاصرون إلى أكل الحشائش وأوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة.

حملة سودانية تطلق مبادرة لوقف الاغتصاب في مناطق النزاع

اقرأ المزيد