05 ديسمبر 2025

مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أعلن الاثنين، بدء خطوات فورية لجمع الأدلة المتعلقة بالجرائم المزعومة في مدينة الفاشر غربي السودان، تمهيداً لاستخدامها في ملاحقات قضائية محتملة.

وأوضح المكتب، في بيان رسمي، أنه تلقى تقارير مقلقة تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وجرائم أخرى يُزعم أن قوات الدعم السريع ارتكبتها أثناء هجماتها على المدينة، مشيراً إلى أن تلك الأفعال قد ترقى، حال ثبوتها، إلى “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” بموجب نظام روما الأساسي.

وأشار البيان إلى أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن نمط متكرر من العنف الذي يعصف بإقليم دارفور منذ أبريل 2023، مؤكداً أن المكتب يتخذ إجراءات عاجلة لجمع الأدلة وحفظها لدعم التحقيقات الجارية.

وأوضح مكتب المدعي العام أن مجلس الأمن الدولي، بموجب قراره رقم 1593 الصادر عام 2005، منح المحكمة الجنائية الدولية الاختصاص القضائي للنظر في الجرائم المرتكبة خلال النزاع في دارفور، مضيفاً أن التحقيقات مستمرة في الجرائم المزعومة منذ اندلاع القتال مجدداً العام الماضي.

ودعا المكتب جميع الأفراد والمنظمات المهتمين بتحقيق العدالة إلى تقديم أي معلومات أو أدلة تتعلق بالأحداث الأخيرة أو السابقة في الفاشر.

وكانت “قوات الدعم السريع” قد استولت في 26 أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، ووفق منظمات محلية ودولية، ارتكبت مجازر بحق المدنيين وسط تحذيرات من خطر تقسيم جغرافي للسودان.

وفي 29 أكتوبر، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث تجاوزات في المدينة، معلناً فتح تحقيق داخلي في هذه الانتهاكات.

وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على ولايات دارفور الخمس، باستثناء بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، في حين يحتفظ الأخير بسيطرته على معظم ولايات البلاد الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.

ويُعد إقليم دارفور، الذي يشكل نحو خمس مساحة السودان، من أكثر المناطق تضرراً بالنزاعات، إذ شهد منذ عام 2003 حرباً خلفت نحو 300 ألف قتيل وقرابة 2.5 مليون نازح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، ما دفع مجلس الأمن في ذلك الحين لإحالة ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في سابقة هي الأولى من نوعها.

فيضانات تضرب عدة ولايات سودانية وتحذيرات من أمطار غزيرة في 2025

اقرأ المزيد