طالبت الجمعية القضائية الليبية بتمكين ليبيا من ممارسة حقها الكامل في التحقيق مع تركيا في حادث سقوط الطائرة العسكرية الذي قتل فيه رئيس أركان الجيش وغيره من القادة، واستندت المطالبة إلى اتفاقية شيكاغو للطيران المدني التي تكفل حق دولة التسجيل في المشاركة.
طالبت الجمعية القضائية الليبية، بتمكين الدولة الليبية من ممارسة “حقها القانوني الأصيل” في المشاركة الفعلية والكاملة في التحقيق بحادث سقوط الطائرة العسكرية الليبية على الأراضي التركية، الذي أودى بحياة عدد من كبار القادة العسكريين.
وأكدت الجمعية، في بيان رسمي، أن المشاركة الليبية “ليست إجراء شكلياً، بل حق ثابت تكفله القوانين والاتفاقيات الدولية”، وأبرزها اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944.
وشدد البيان على أن الحادث، الذي تسبب بمقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعلى رأسهم رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد الحداد والفريق الفيتوري غريبيل، “يضفي على الواقعة طابعاً بالغ الخطورة، يتجاوز كونها حادث طيران عارضاً إلى المساس مباشرة بسلامة الدولة الليبية ومؤسساتها السيادية وقياداتها العليا”.
وأوضحت الجمعية أن الحادث يخضع لأحكام اتفاقية شيكاغو، والتي تنص على أن مهمة التحقيق الفني تقع على عاتق دولة وقوع الحادث (تركيا) وفق معايير منظمة الطيران المدني الدولي.
غير أنها أكدت أن الملحق رقم (13) من الاتفاقية “يكفل صراحة حق دولة تسجيل الطائرة ودولة تشغيلها (ليبيا) في المشاركة الكاملة في التحقيق”، من خلال إيفاد ممثلين معتمدين والاطلاع على مجرياته وتقديم الملاحظات.
وفي إطار متصل، أشار البيان إلى أن الولاية القانونية للتحقيق في مثل هذه الجرائم “تنعقد كذلك للنيابة العامة الليبية والمدعي العام العسكري”، مما “يستوجب فتح تحقيق وطني موازٍ، مستقل في أساسه، ومتكامل في نتائجه، ومتناسق مع التحقيق الفني الجاري لدى السلطات التركية”.
وطالبت الجمعية القضائية النائب العام الليبي بتشكيل “لجنة تحقيق قضائية وطنية مختصة”، تضم أعضاء من النيابة وخبراء في شؤون الطيران والاختصاصات الفنية والعسكرية، تكون مكلفة بمتابعة التحقيق في تركيا وضمان ممارسة ليبيا لكامل حقوقها القانونية.
كما دعت إلى “إيفاد اللجنة إلى تركيا بصفة رسمية وقانونية لجمع المعلومات والأدلة اللازمة، بما يحترم سيادة الدولة التركية”، مع التأكيد على إعلان نتائج التحقيق الوطني “للرأي العام في إطار من الشفافية وسيادة القانون فور اكتماله”.
واختتمت الجمعية بيانها بالقول إن “هذه الحادثة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة مؤسسات الدولة على حماية الحق العام، وصون السيادة القانونية، والحفاظ على هيبة الدولة الليبية”.
ليبيا.. اشتباكات مسلحة بين كتيبة “فرسان جنزور” وقوات الأمن العام
