05 ديسمبر 2025

وسط تخفيضات هائلة ودعاية مكثفة على الطرق ومنصات التواصل الاجتماعي والفضائيات، يواجه موسم “الجمعة البيضاء” في مصر ضعفاً في الطلب، خصوصاً لدى الطبقات المتوسطة والفقيرة، التي تمثل غالبية المستهلكين.

ورصدت مصادر صحفية في أسواق العاصمة والمدن الكبرى خلال اليومين الماضيين حرص أغلب التوكيلات والمراكز التجارية على تقديم خصومات تتراوح بين 10% و 70% على الملابس، والمفروشات، والأجهزة الكهربائية، والسلع الاستهلاكية، وحتى السيارات وقطع الغيار.

كما تنشط العروض على الإنترنت لتلبية احتياجات المستهلكين من السلع الموسمية وتجهيز المنازل، في محاولة لتحريك مبيعات قطاع التجزئة، رغم أن الحركة تظل خافتة في المتاجر بالمناطق الشعبية.

وقال سمير فتحي، مدير تسويق بإحدى سلاسل تجارة الأدوات المنزلية، إن التخفيضات تهدف للخروج من حالة الركود وإعادة جذب العملاء، مضيفاً أن شركته قدمت لأول مرة خصومات تصل إلى 50% على منتجات ذات سمعة تاريخية في السوق المحلية.

وأوضح أن الخصومات على المنتجات الحديثة تبدأ من 5% فقط، نظراً لتكلفة استيرادها بالدولار وتقلباته، مشيراً إلى أن خصومات الجمعة البيضاء على هذه المنتجات تأتي على حساب أرباح الموسم بالكامل.

ومن جانب آخر، لجأ موزعو المفروشات المنزلية إلى تقديم تخفيضات حقيقية تصل إلى 70% على بعض المعروضات، ما جذب الأسر والمقبلين على الزواج، لكن بعض المستهلكين فوجئوا بانخفاض جودة السلع مقارنة بالتوقعات، وأعاد عدد كبير منهم المفروشات بعد يومين من الشراء، فيما واجهت محلات التجزئة نقصاً في السيولة لإعادة الأموال.

وفي الأسواق الشعبية وسط القاهرة، بدا الإقبال ضعيفاً، حيث يقتصر النشاط على شراء السلع القديمة أو تصفية المخزون، وسط اعتماد المعاملات النقدية وتجنب الخصومات على المنتجات الجديدة، ما يعكس تحفظ التجار ومحدودية القدرة الشرائية لدى المواطنين.

وأشارت السيدة الخمسينية أميمة جمال إلى أنها تذهب إلى السوق بحثاً عن الخصومات الحقيقية فقط، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار والتضخم وتكاليف الكهرباء والمحروقات والإيجارات تحد من قدرتها على الشراء، ما يجعل عروض الجمعة البيضاء غير محفزة للشراء الفعلي.

ومن وجهة نظر اقتصاديين، فإن نجاح مواسم التخفيضات مرتبط بشكل أساسي بمستوى القوة الشرائية، إذ يؤدي تراجع قيمة الجنيه وزيادة تكاليف السلع المستوردة إلى تقلص السيولة المتاحة للأسر، بينما يظل الاقتراض أو البيع بالتقسيط محدوداً، وأوضح الباحث الاقتصادي إلهامي الميرغني أن المواطن يضطر للتركيز على الضروريات، بينما تصبح الكماليات أقل أولويات الاستهلاك.

وأكد مسؤولون بالغرفة التجارية أن الجمعة البيضاء فرصة مؤقتة لتنفس السوق، لكنها لا تمثل بداية انتعاش حقيقي، خاصة مع استمرار الركود في القطاع غير النفطي للعام الخامس على التوالي، وارتفاع التضخم وسعر الدولار مقابل الجنيه، مما يضغط على الأسر والمنتجين معاً.

وخلصوا إلى أن أي انتعاش ملموس يحتاج لتحسين الدخل الحقيقي، واستقرار أسعار السلع والطاقة، وتشجيع الاقتراض الميسر، وحماية المستهلك من العروض الوهمية.

مصر تستعد أمنياً وصحياً لاحتفالات عيد الفطر

اقرأ المزيد