تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، كشف عن موسم زراعي بالغ الصعوبة في المغرب، بعد أن أدى الجفاف المتواصل للعام الثاني على التوالي إلى هبوط حاد في إنتاج الحبوب، وسط توقعات بارتفاع تاريخي في حجم الواردات لتغطية العجز الغذائي.
ووفق بيانات النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر التابع للمنظمة، لن يتجاوز إنتاج المغرب من الحبوب هذا الموسم 4 ملايين طن، ما يمثل انخفاضا بنسبة 27% عن المعدل السنوي المعتاد، في ظل نقص حاد في التساقطات المطرية تجاوز 60% خلال فصل الشتاء في مناطق زراعية رئيسية مثل فاس-بولمان، الغرب، الدار البيضاء الكبرى، وطنجة-تطوان.
وأمام هذا التراجع الحاد في الإنتاج المحلي، توقع التقرير أن ترتفع واردات المملكة من الحبوب خلال الموسم التسويقي 2025-2026 إلى نحو 11 مليون طن، بزيادة تفوق 20% مقارنة بالمتوسط السنوي، في وقت تشير فيه تقارير مغربية محلية إلى أن الرباط ضاعفت حجم وارداتها من القمح الروسي تحديدا لتلبية الطلب الداخلي.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة وتفادي ارتفاع أسعار الخبز، سارعت الحكومة المغربية إلى تمديد دعم واردات القمح اللين حتى نهاية العام، وهي خطوة تهدف إلى تقليل الضغط على السوق المحلية وضمان وفرة السلع الأساسية.
ورغم التحديات المناخية والضغوط على الإنتاج، أشار تقرير الفاو إلى أن معدل التضخم الغذائي في المغرب شهد استقرارا لافتا، حيث لم يتجاوز 0.4% خلال مايو 2025، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2024، بفضل تراجع أسعار الخضر واللحوم والأسماك والخبز.
ويعاني المغرب منذ سنوات من تكرار موجات الجفاف، حيث سجلت البلاد بين 2019 و2025 ما لا يقل عن 4 مواسم زراعية ضعيفة.
وشهد موسم 2023/2024 أدنى تساقطات مطرية خلال عقدين تقريبا، ما أثر سلبا على نمو المحاصيل الشتوية (القمح والشعير خاصة).
وبحسب وزارة الفلاحة المغربية، أكثر من 75% من الأراضي الزراعية البعلية (غير المروية) تضررت بسبب الجفاف.
ويعتمد، حوالي 85% من إنتاج الحبوب في المغرب على الزراعة المطرية وليس الري، ما يجعل القطاع هشا جدا أمام التغيرات المناخية.
المغرب يحقق أداءً اقتصادياً متقدّماً بتوقعات نمو تبلغ 4.4٪
