وقعت الجزائر وموريتانيا اتفاقاً عسكرياً لتعزيز التعاون الأمني لمواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، وجاء ذلك خلال زيارة وزير الدفاع الموريتاني للجزائر، حيث شمل الاتفاق خطوات لتعزيز التنسيق العسكري والتبادل الاستخباراتي.
أبرمت الجزائر وموريتانيا اتفاقاً عسكرياً يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة، لا سيما انتشار الجماعات الإرهابية والمسلحة في منطقة الساحل والصحراء.
وجرى التوقيع خلال زيارة رسمية لوزير الدفاع الموريتاني، حننة ولد سيدي ولد حننة، إلى الجزائر، حيث استقبله الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري.
وأكد الجانبان أن “الروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية بين البلدين تجعلهما يتقاسمان نفس التحديات والطموحات”، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية.
وفي هذا السياق، أكد الخبير الأمني الجزائري أحمد ميزاب أن تدهور الأوضاع الأمنية في مالي والنيجر، بالإضافة إلى تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية، أدى إلى زيادة التهديدات العابرة للحدود، خاصة في المناطق الصحراوية المشتركة بين الجزائر وموريتانيا.
وأشار ميزاب إلى أن “الجماعات الإرهابية تعيد تمركزها قرب المثلث الحدودي بين الجزائر ومالي وموريتانيا، مما يهدد بموجة جديدة من العنف”، لافتاً إلى أن شبكات التهريب وتجارة الأسلحة والمخدرات تستغل المساحات الشاسعة غير المحصنة بين شمال مالي وشمال موريتانيا.
وأوضح الخبير الأمني أن الاتفاق يتضمن خطوات عملية لتعزيز التنسيق العسكري، منها:
– تكثيف اللقاءات بين القادة العسكريين في المناطق الحدودية لضمان استجابة سريعة لأي تهديد.
– تعزيز المراقبة البرية والجوية عبر الطائرات المسيرة والدوريات المشتركة.
– تبادل المعلومات الاستخباراتية لرصد تحركات الجماعات المسلحة.
– إطلاق برامج تدريب مشتركة للوحدات المختصة بمكافحة الإرهاب والتهريب.
وأضاف أن هذه الإجراءات تهدف إلى “منع امتداد التهديدات نحو العمق الاستراتيجي للبلدين، في ظل الوضع الهش في المنطقة”.
ومن جانبه، حذر الأكاديمي والخبير الموريتاني بون باهي من تنامي نشاط الجماعات الإرهابية، خاصة “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (GSIM) التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تسعى لتوسيع نفوذها من شمال مالي نحو الحدود الموريتانية.
كما أشار إلى عودة تنظيم “داعش في الصحراء الكبرى” (ISGS)، الذي يعيد تنظيم صفوفه على الحدود بين مالي والنيجر.
وبدوره، أشاد الوزير الموريتاني بـ”العلاقات التاريخية بين البلدين والدور الجزائري في تعزيز أمن المنطقة”، في حين لم تعلق السلطات الجزائرية على تقارير إعلامية سابقة تحدثت عن إغلاق مؤقت للحدود الشمالية الموريتانية بسبب مخاوف أمنية.
يأتي هذا الاتفاق في إطار الجهود الإقليمية لمواجهة التهديدات المتزايدة في الساحل، والتي لم تعد محصورة في نطاق محلي، بل أصبحت ذات طابع إقليمي يتطلب تعاوناً عسكرياً واستخباراتياً مكثفاً بين الدول المجاورة.
الجزائر تحقق إنجازاً جديداً بإدراج مدينة مليانة القديمة في القائمة الإقليمية للتراث
