تقدم الجزائر بمقترحات قوانين لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي ومكافحة المحتوى “المخل بالأخلاق”، مدفوعة بمخاوف من تأثيراته على الشباب، ويدعمها البعض كضرورة لحماية القيم، بينما يحذر آخرون من استخدامها لقمع الحريات.
تشهد الجزائر تصاعداً في المبادرات التشريعية التي تهدف إلى تنظيم منصات التواصل الاجتماعي ومكافحة المحتويات التي توصف بـ”المنافية للقيم”، وسط جدل بين من يرونها ضرورة لأخلقة الفضاء الرقمي وبين من يحذرون من استخدامها لتقييد حرية التعبير.
برز مؤخراً مقترحان تشريعيان؛ الأول للنائب بوهالي عبد الباسط (موالاة) لتنظيم عمل المنصات الرقمية العالمية مثل “تيك توك” و”فيسبوك”، بهدف حماية القيم الوطنية والدينية والأمن السيبراني، وتعزيز السيادة الرقارية عبر آليات كفرض ممثلين محليين للشركات.
والثاني للنائب يوسف عجيسة (معارضة) يركز على حجب المواقع الإباحية بشكل كامل وحماية الفئات الهشة.
تتزامن هذه المبادرات مع حملة أمنية مكثفة ضد ما تصفه السلطات بمحتوى “هابط” أو “خادش للحياء”.
حيث تشهد الأسابيع الأخيرة توقيف عدد من المؤثرين والناشطين الرقميين، مثل بوجمعة الدهزاوي على “تيك توك”، بتهم تتعلق بمخالفة الآداب العامة أو الترويج لسلوكيات منحرفة أو حتى “نشر الإلحاد”.
يدعم هذا التوجه محامون وسياسيون مثل عبد الرحمن صالح، الذي يرى أن أضرار المنصات أصبحت تفوق منافعها، مع انتشار خطاب الكراهية والسلوكيات غير الأخلاقية.
ويقترح “توطين” هذه المنصات أو منع المخالفين من استخدامها، كإجراء أكثر فعالية من السجن.
في المقابل، يعارضه محامون وحقوقيون مثل عبد الغني بادي، الذي يحذر من أن هذه القوانين “مطاطة” وقد تُستخدم مستقبلاً لقمع الرأي السياسي والحقوقي تحت ذريعة الأخلاق.
ويؤكد أن معالجة الانحرافات الاجتماعية تحتاج إلى حلول بنيوية في الأسرة والتعليم وليس فقط إلى قوانين قمعية، مشيراً إلى أن “كل ممنوع مرغوب” قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
يظل النقاش مفتوحاً حول إمكانية تحقيق التوازن بين حماية المجتمع والقيم من جهة، والحفاظ على مساحة للحريات الرقمية من جهة أخرى.
تراجع ملحوظ في مستوى النجوم الجزائريين بعد سنوات من التألق
