05 ديسمبر 2025

في تطور هز أوساط العمل النقابي في الجزائر، أودع الأمين العام لفيدرالية عمال النقل بالسكك الحديدية، لونيس سعيدي، الحبس المؤقت بعد دعوته إلى إضراب مفتوح احتجاجا على ما وصفه بـ”انتهاكات خطيرة” في القطاع.

ويأتي ذلك في ظل تفعيل الحكومة لقانون جديد يقيد الإضرابات في القطاعات المصنفة “حساسة واستراتيجية”، ما أثار مخاوف واسعة من تجريم العمل النقابي.

وجاء القرار القضائي بعد أن أخطر سعيدي رسميا وزير النقل، أواخر يونيو، بعزم الفيدرالية الدخول في إضراب احتجاجي، مشيرا إلى خروقات تتعلق بعدم احترام مواد دستورية تضمن الحق في الإضراب، وتجاوزات في التعامل مع النقابات وتسوية النزاعات.

إلا أن الإجراء القضائي المفاجئ قلب المشهد رأسا على عقب، إذ سارعت الفيدرالية، برئاسة أمينها العام الجديد محمد جبراني، إلى إلغاء الإضراب واعتبار قرار سعيدي “باطلا وغير قانوني”.

ورد الفعل الداخلي للنقابة لم يأت على النحو المتوقع، حيث غابت أي مظاهر تضامن مع سعيدي، في حين ساد صمت لافت من الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وسط معلومات تفيد بأن قيادة الاتحاد لم تكن داعمة لحراكه.

وفي المقابل، أعربت شخصيات نقابية من قطاعات أخرى عن قلقها، ووصفت الحادثة بأنها تمثل “تجريما صريحا للعمل النقابي”، بينما التزمت وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية والخاصة الصمت تجاه القضية.

واستنكر “حزب العمال” المعارض سجن سعيدي، واعتبره “اعتداء صارخا على الحريات النقابية”، وهو الموقف نفسه الذي عبّرت عنه أحزاب أخرى مثل “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” و”جيل جديد”، التي طالبت بالإفراج الفوري عنه.

وسبقت هذه الحادثة قرارات مشابهة طالت نقابيين بارزين في قطاع التعليم، ففي فبراير الماضي، وُضع كل من مسعود بوديبة وبوبكر هابت، من نقابة التعليم، تحت الرقابة القضائية على خلفية دعوتهما إلى وقف العمل في قطاع يُمنع فيه الإضراب بموجب التشريع الجديد، وأُفرج عنهما لاحقا مع فرض قيود قضائية مشددة.

وشرعت الجزائر منذ عام 2022 تعديلا على قانون الحق النقابي رقم 14، الذي يعود إلى 1990، ضمن إصلاحات قالت الحكومة إنها ضرورية “لضمان السلم الاجتماعي وتنظيم العمل النقابي”، فيما رأت فيه النقابات المستقلة تقويضا لمكتسبات دستورية.

وأثار تمرير القانون في مايو 2023، بدعم من الأغلبية البرلمانية، انتقادات واسعة، لا سيما من نقابات قطاعات التعليم والصحة، التي اعتبرت النص الجديد أداة لتجريد العمل النقابي من فاعليته، عبر حظر الإضرابات التضامنية والتصعيدية خارج نطاق المطالب المهنية المباشرة.

شاب جزائري يطلب الزواج من خطيبته خلال مباراة كرة قدم.. والجدل يتصدر السوشيال ميديا

اقرأ المزيد