الجزائر.. عفو رئاسي يستثني سجناء بارزين وقضايا حساسة

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يصدر عفواً رئاسياً بمناسبة العام الجديد شمل 2471 سجيناً، واستثنى سجناء سياسيين بارزين، وفق ما نُشر في الجريدة الرسمية يوم الثلاثاء.

واستثنى القرار عدداً كبيراً من نزلاء السجون المرتبطين بقضايا “الإرهاب” و”المساس بأمن الدولة”، إلى جانب بعض القضايا الحساسة الأخرى التي تعود إلى فترة “العشرية السوداء”.

ورغم شمول القرار العديد من السجناء، فإنه خيّب آمال فئة من المعتقلين، أبرزهم أولئك الذين أمضوا أكثر من 30 عاماً خلف القضبان وينتمون إلى “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”، التي تم حظرها عام 1992، وزُجّ بمئات من أعضائها في السجون بتهم تتعلق بالإرهاب.

وأفادت عائلات هؤلاء السجناء، الذين يقدر عددهم بأكثر من 170 شخصاً، بأنهم كانوا يأملون إدراجهم ضمن العفو الرئاسي.

وشملت الاستثناءات سجناء متهمين بارتكاب جرائم كبرى، مثل الاغتصاب، وزرع المتفجرات في الأماكن العامة، خلال فترة نشاط “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، التي تحولت لاحقاً إلى “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”.

كما استبعد العفو المتهمين بارتكاب جرائم تتعلق بـ”الخيانة”، و”التجسس”، و”التآمر على سلامة الدولة”، ومنهم شخصيات بارزة مثل السكرتير الخاص السابق لرئيس أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح، قرميط بونويرة، وعسكريون آخرون تم تسليمهم من دول أوروبية.

وفيما يخص القضايا المرتبطة بـ”العشرية السوداء”، يُرجع مرسوم العفو سبب الاستثناء إلى أحكام “قانون المصالحة الوطنية” الصادر عام 2006، الذي لا يعفي المتورطين في جرائم خطيرة، مثل الاغتيالات الجماعية.

وقد أثار القانون منذ صدوره انتقادات من الإسلاميين الذين اعتبروه بمثابة عقوبة جماعية تطال كل من ارتبط بتلك الفترة.

ويمتد تأثير العفو إلى أبعاد ثقافية ودبلوماسية، فقد تم مؤخراً حظر تداول كتاب “حوريات” للروائي الجزائري الفرنسي كمال داوود، بدعوى أنه يفتح جراح “العشرية السوداء”.

ويتزامن القرار مع استمرار احتجاز الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المتهم بـ”المساس بأمن الدولة”، وسط مطالبات فرنسية بالإفراج عنه، ما أضاف توتراً جديداً للعلاقات بين الجزائر وباريس.

ويتضح من مرسوم العفو أن السلطات الجزائرية تسعى لإرسال رسائل حازمة فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالأمن القومي والإرهاب، مع التأكيد على أن ملفات “العشرية السوداء” ستبقى تحت طائلة إجراءات قانونية صارمة، رغم مرور عقود على تلك الفترة.

المنتدى الاقتصادي الجزائري – الجنوب إفريقي يبدأ فعالياته