05 ديسمبر 2025

حول بعض التلاميذ الفصول الدراسية في الجزائر إلى “استوديوهات بث مباشر” عبر “تيك توك”، مما أثار قلقاً واسعاً، حيث انتشرت مقاطع السخرية من الأساتذة على الشبكات الاجتماعية، مما اعتبره الكثيرون تدهوراً في هيبة التعليم.

في مشهد غير مسبوق، تحوّلت فصول دراسية في عدد من المدارس الجزائرية إلى ما يشبه “استوديوهات بث مباشر” عبر تطبيق “تيك توك”، حيث قام تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً بتصوير أنفسهم خلال الحصص الدراسية في بثّ مباشر تخلّلته سخرية من الأساتذة وتفاعل مع المتابعين الذين طالبوهم بمزيد من “الإعجابات” والتعليقات.

انتشرت هذه المقاطع، التي تم تصويرها داخل مدارس متوسطة وثانوية، كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار صدمة وقلقاً واسعاً في الأوساط التربوية وأوساط أولياء الأمور.

ووصف مراقبون هذه الظاهرة بأنها تمثل “تدهوراً خطيراً في هيبة المؤسسة التعليمية” و”انحرافاً سلوكياً غير مسبوق”.

وعلّق أحد الناشطين على “فيسبوك” قائلاً: “سمعنا كثيراً عن تلاميذ يصورون مقاطع داخل الفصول، لكن أن يتحول الدرس إلى بث مباشر وسخرية على الهواء، فذلك إعلان انهيار للمنظومة التربوية”.

بينما دعا آخر إلى “سحب الهواتف من أيدي التلاميذ عند دخولهم المدارس، وتحميل الأولياء مسؤولية مراقبة أبنائهم”.

من جهته، أرجع المختص الاجتماعي والتربوي عمار بلحسن هذه الظاهرة إلى مشاكل هيكلية في المنظومة التعليمية، قائلاً: “حين تضم القاعة الواحدة أكثر من 40 تلميذاً، وتفتقر المدرسة إلى التجهيزات الكافية، يصبح من الصعب جداً ضبط سلوك التلاميذ”، وأضاف: “الاكتظاظ ينعكس سلباً على التحصيل العلمي ويرهق الأساتذة ويضعف قدرتهم على التواصل الفعّال”.

بدوره، حذّر ناصر جيلالي، عضو جمعية أولياء التلاميذ، من خطورة هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن “هذه الممارسات تُغري المراهقين الذين يبحثون عن الشهرة والمال السهل عبر الإنترنت، دون إدراك لعواقب ما يفعلون”.

وأكد أن “بعض هؤلاء التلاميذ لا يدركون أنهم يخرقون القوانين الداخلية للمؤسسة، وقد يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية”.

أجمع خبراء على ضرورة معالجة هذه الظاهرة عبر محورين متوازيين: تحسين بيئة التعليم وتخفيف الاكتظاظ، وتعزيز الوعي الرقمي لدى التلاميذ. كما دعت جمعيات أولياء التلاميذ إلى تكثيف التوعية بمخاطر الاستخدام غير المنضبط للهواتف الذكية، خصوصاً وسط التلاميذ في سن المراهقة، حيث أصبح الإدمان على هذه المنصات مشكلة تربوية واجتماعية متنامية.

لقاء رفيع لبحث التعاون العسكري الروسي – الجزائري

اقرأ المزيد