05 ديسمبر 2025

الجزائر تشهد هذه الأيام موجة جديدة من الحرائق واسعة النطاق، أعادت إلى الأذهان مأساة عام 2021 التي أودت بحياة 90 شخصاً وتسببت بخسائر كبيرة في الغابات والممتلكات.

ورغم الإجراءات الحكومية والتشريعية المتخذة خلال السنوات الماضية، يثير تكرار هذه الكوارث تساؤلات حول فعالية خطط الوقاية واستعداد السلطات للتعامل مع الحرائق.

وأعلنت الحماية المدنية الجزائرية تسجيل 18 حريقاً خلال 24 ساعة في سبع ولايات، بينها بجاية، تيزي وزو، بومرداس، جيجل، سوق أهراس، تلمسان، إضافة إلى العاصمة الجزائر.

وتمكنت الفرق من إخماد 10 حرائق، بينما لا تزال 4 تحت المراقبة و4 أخرى مشتعلة، مخلفة خسائر كبيرة في الغطاء النباتي قد تتفاقم مع استمرار النيران.

وأكد الخبير في المخاطر الكبرى سعيد صادي أن مكافحة الحرائق لا يمكن أن تقتصر على التدخل عند وقوعها، بل يجب اعتماد خطة وطنية ومحلية متكاملة تشمل خرائط الغابات ونوع الأشجار، ومواقع البرك والأحواض المائية، ومخارج الطوارئ، مع تجهيز المناطق المهددة بمستلزمات الوقاية وتأمين السكان قبل وأثناء اندلاع النيران.

وأعاد اندلاع الحرائق الأخيرة الجدل حول احتمالية افتعال بعضها عمداً، حيث تعلن السلطات سنوياً عن توقيف أشخاص متورطين لأسباب مختلفة، من بينهم من يسعى للمتاجرة بالفحم أو من يعاني اضطرابات نفسية.

وأوضح المحامي فريد صابري أن التشريعات الجزائرية بعد أحداث 2021 شددت العقوبات، لتتراوح بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات في حال كان الحريق ناتجاً عن خطأ، وأكثر من خمس سنوات إذا كان متعمداً، وقد تصل إلى الإعدام عند التسبب في وفاة أشخاص، أما حرائق الغابات والممتلكات العامة والخاصة فقد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.

وتسببت الحرائق في تدمير مئات الهكتارات من الغابات والأحراش، ما يهدد الثروة البيئية والحيوانية، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على النشاط الزراعي والرعوي.

الجيش المالي يقتل قياديا بارزاً للقاعدة شمال شرق البلاد

اقرأ المزيد