05 ديسمبر 2025

تزايدت مؤشرات احتمال إلغاء الجزائر أحادياً لاتفاق الهجرة مع فرنسا لعام 1968، عقب تلقيها دعوة من باريس لإعادة التفاوض، وسط مساعٍ لإنهاء توتر دبلوماسي مستمر منذ أكثر من عام.

وجاءت هذه التطورات عقب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام والثقافة وسفير الجزائر السابق لدى إسبانيا، عبد العزيز رحابي، الذي دعا عبر منشور على صفحته في “فيس بوك” إلى إلغاء الاتفاق من جانب واحد إذا أصرت باريس على إعادة التفاوض حوله، معتبراً أن الخطوة الفرنسية “أُعلنت بشكل أحادي ودون مراعاة للأعراف الدبلوماسية”.

وقال رحابي إن “اتفاق 1968 لم يعد يقدم سوى مزايا محدودة للجزائريين، في حين أن القانون العام بات أكثر ملاءمة لهم في قضايا التنقل والعمل والإقامة”، مضيفاً أن “اليمين الفرنسي يوظف الاتفاق سياسياً لتأجيج العداء ضد الجالية الجزائرية وتحميلها مسؤولية أزمة الهجرة والبطالة وتراجع الأمن في فرنسا”.

وفي تعليق لموقع “ماغرب إيمرجنت”، المعروف بانتقاده للسياسات الرسمية في الجزائر، أُشير إلى أن طرح رحابي قد يعكس “اتجاهاً غير معلن نحو مراجعة شاملة للعلاقة مع فرنسا”، خصوصاً أن الاتفاق ينظم الإقامة والدراسة والتجارة ولمّ الشمل العائلي للجزائريين في فرنسا منذ ما بعد الاستعمار.

ويرى مراقبون أن تصريحات رحابي تتجاوز كونها تعليقاً سياسياً، إذ تبدو كمؤشر على دبلوماسية جزائرية أكثر تفاعلاً وندية في التعامل مع باريس.

وشهدت العلاقات بين البلدين في الأشهر الماضية توتراً حاداً بلغ ذروته في تبادل طرد الدبلوماسيين وتعليق اللقاءات السياسية رفيعة المستوى، قبل أن تبدأ مؤشرات الانفراج بالظهور مؤخراً مع دعوة وزير الداخلية الفرنسي، لوران نونييز، إلى استئناف الحوار الأمني والتعاون في مكافحة الإرهاب بالساحل، وتبادل المعلومات حول متطرفين مفترضين داخل فرنسا.

كما امتنع الوزير الأول الجزائري عن مجاراة دعوات نواب اليمين الفرنسي لنقض الاتفاق، فيما حرص وزير الخارجية الجزائري على التمييز بين مواقف البرلمان وموقف الحكومة الفرنسية، في خطوة فُسرت على أنها تراجع عن النهج التصعيدي السابق.

وفي المقابل، دعا رئيس “غرفة التجارة والصناعة الجزائرية – الفرنسية” ميشال بيساك، إلى استثمار هذا الانفراج لإعادة بناء العلاقات الاقتصادية بين البلدين على أسس جديدة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وأكد أن نحو 400 شركة فرنسية تعمل حالياً في الجزائر، تشكل “جزءاً من النسيج الاقتصادي الوطني”، داعياً المستثمرين الفرنسيين إلى “عدم الانجرار وراء الخطابات السياسية السلبية”، معتبراً أن “الاستثمار في الجزائر اليوم يمثل فرصة حقيقية”.

ليبيا.. إنقاذ أكثر من 85 مهاجراً سودانياً تُركوا في عمق الصحراء

اقرأ المزيد