العلاقات الجزائرية الإسبانية شهدت تحسّناً لافتاً بعد أزمة استمرت ثلاث سنوات بسبب موقف مدريد من مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، فيما تعمّق الانسداد مع باريس إلى حد غير مسبوق.
وعقب لقائه مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكّد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس رغبة الطرفين في إعادة تفعيل التعاون، مشيراً إلى ارتفاع الصادرات الإسبانية إلى الجزائر بنسبة 190%، والالتزام بتعزيز الصداقة والشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وعلى الرغم من الأزمة الحادة التي أعقبت إعلان مدريد في مارس 2022 دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، لم تُغلق الأبواب تماماً بين الجزائر وإسبانيا، حيث عاد السفير الجزائري إلى مدريد في نهاية 2023، ورفعت الجزائر القيود على الواردات الإسبانية في نوفمبر الماضي، ما ساهم في انتعاش التجارة بين البلدين بنسبة 162% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، لا سيما في قطاعات السيراميك والصناعات التحويلية.
وواصل قطاع الطاقة، بقيادة شركة “سوناطراك”، توريد الغاز وفق العقود المبرمة مسبقاً دون تأثير أزمة السياسة الخارجية.
وعلى العكس، تتجه العلاقات الجزائرية الفرنسية نحو حالة شديدة من الانسداد، إذ ألغت الجزائر اتفاقاً ثنائياً كان يتيح إعفاء الدبلوماسيين من التأشيرة، وأبلغت الخارجية الفرنسية بذلك، مما يعكس دخول العلاقات في نفق مظلم.
وجاء هذا الإجراء بعد سلسلة من التوترات، أبرزها سجن ثلاثة موظفين قنصليين فرنسيين في الجزائر وتهديد باريس بمراجعة اتفاقيات الهجرة الموقعة منذ 1968، ما يؤكد تصعيد الخلافات بين البلدين.
وبينما تعكس العلاقات مع مدريد نهجاً براغماتياً مبنياً على المصالح المشتركة واستعادة الثقة، تُظهر العلاقة مع باريس اتجاهاً نحو القطيعة وتجميد التفاهمات التاريخية، ما يضع مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية في ظل غموض تام.
عدد ساعات الصيام في رمضان 2025.. تفاوت زمني بين الدول العربية والعالم
