05 ديسمبر 2025

الجزائر اقترحت اعتماد 30 نوفمبر يوماً إفريقياً لتكريم ضحايا الرق والاستعمار والفصل العنصري، وفق توصيات “إعلان الجزائر” الصادر عن المؤتمر الدولي، استجابةً لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون.

وشارك في المؤتمر، الذي استمرت أعماله يومين في العاصمة الجزائرية، نخبة من الخبراء والباحثين والمسؤولين الأفارقة المختصين بملف العدالة التاريخية.

وأبدى الحضور دعماً واسعاً لمبادرة الرئيس الجزائري التي تهدف إلى إحياء ذاكرة القارة وتخليد معاناة ملايين الضحايا الذين سقطوا خلال حقب الاستعمار وتجارة الرق والتمييز العنصري.

وأوضح المشاركون أن اختيار 30 نوفمبر يحمل دلالة رمزية مهمة، كونه يوافق تاريخ افتتاح مؤتمر الجزائر الدولي الذي شكّل محطة بارزة لإطلاق حوار قاري متقدم حول آليات مواجهة الإرث الاستعماري، وأكدوا أن تخصيص هذا اليوم سيعزز الوعي التاريخي، ويُرسّخ ثقافة الاعتراف بالضحايا، ويدعم مسارات العدالة الانتقالية داخل القارة.

وأعربت الوفود المشاركة عن تقديرها للرئيس تبون لمبادرته بتنظيم المؤتمر، كما وجّهت شكرها للحكومة والشعب في الجزائر على حسن الاستقبال وتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الحدث، واعتبرت أن انعقاد هذا المؤتمر يمثل خطوة نوعية نحو بناء ذاكرة إفريقية موحدة، قائمة على الحقيقة والإنصاف والتوثيق الصادق للمعاناة التاريخية.

وجاء في نص “إعلان الجزائر” أن الوثيقة تشكّل محطة مفصلية في مسار الاعتراف بجرائم الاستعمار، وتأسيس أدوات مستدامة لحفظ الذاكرة الجماعية للشعوب الإفريقية، ودعم حقها في العدالة والتعويض، وشدد الإعلان على ضرورة معالجة آثار الاستعمار من جوانب تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية مرتبطة بحق القارة في التنمية والكرامة الإنسانية.

وكان الرئيس الجزائري قد طرح مبادرته خلال قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا في فبراير الماضي، حيث لاقت ترحيباً واسعاً داخل الاتحاد، الذي أكد دعمه للجهود الهادفة إلى معالجة إرث القمع والتمييز العنصري في إفريقيا.

وبحسب الوثيقة الختامية، سيُعرض “إعلان الجزائر” على الدورة العادية الـ39 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في فبراير 2026، تمهيداً لاعتماده رسمياً باعتباره خطوة أولى نحو تجريم الاستعمار بصوره كافة، وفتح الباب أمام مقاربات جديدة للعدالة التعويضية.

ويأتي المؤتمر ضمن مخرجات قرار قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير 2025، التي تبنت مبادرة الجزائر لتنظيم مؤتمر قاري تحت عنوان: “العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات”، في إطار جهود تستهدف تسليط الضوء على الانتهاكات التاريخية التي تعرضت لها شعوب القارة والبحث عن صيغ عملية للتصالح مع الماضي.

حبس الصحافي سعد بوعقبة يثير صدمة واسعة في الجزائر

اقرأ المزيد