السلطات الجزائرية ألقت القبض على 17 شخصاً يُشتبه في تورطهم بعمليات تهريب مهاجرين غير نظاميين عبر البحر إلى السواحل الإسبانية.
وصادرت خلال العملية قارباً مطاطياً مزوداً بمحرك سريع، وصفائح وقود وسترات نجاة، إلى جانب مبالغ مالية بعملات أجنبية وهواتف محمولة.
وأعلنت وحدات الدرك الوطني الجزائري، في بيان صادر عن خلية الاتصال، أن العملية التي جرت في مدينة الشلف شمال البلاد، أمس الأربعاء، أسفرت عن “تحييد شبكة متخصصة في تهريب المهاجرين عبر البحر”، كانت تستعد لتنظيم رحلة غير قانونية نحو جزر البليار الإسبانية.
وأوضح البيان أن العملية جاءت بعد تحليل معلومات دقيقة تلقتها الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بسيدي عبد الرحمن، تشير إلى استعداد مجموعة من الأشخاص للقيام بمحاولة عبور غير نظامي من شاطئ “الداتي” شمال البلاد.
وبناء على تلك المعطيات، فعّلت السلطات الأمنية نظامًا خاصًا لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، تم خلاله إنشاء نقاط تفتيش وتشديد المراقبة على طول الطريق الوطني رقم 11 المؤدي إلى ساحل بلدية سيدي عبد الرحمن.
وأدت هذه الإجراءات إلى توقيف ثمانية أشخاص في المرحلة الأولى من العملية، قبل أن تقود التحقيقات الموسعة إلى اعتقال بقية أعضاء الشبكة، الذين جرى تحويلهم إلى الجهات القضائية المختصة لاستكمال التحقيق.
وتأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه جزر البليار الإسبانية تزايداً لافتاً في عدد قوارب المهاجرين القادمين من سواحل شمال إفريقيا، ولا سيما الجزائر، فقد وصلت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 307 قوارب تقلّ 5688 مهاجراً غير نظامي، بزيادة بلغت 84% مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات رسمية من الوفد الحكومي في الأرخبيل.
وشهد الصيف الماضي سلسلة حوادث غرق مأساوية، إذ فقد 13 شخصاً حياتهم وأصيب 19 آخرون في حادثتين متتاليتين على طريق الهجرة نحو الجزر.
كما جرى إنقاذ ما لا يقل عن 65 مهاجراً قبالة جزر البليار بين يومي الأربعاء والخميس 8 و9 أكتوبر الجاري، بعد العثور عليهم على متن أربعة قوارب.
وبحسب منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية غير الحكومية، فإن نحو 40% من المهاجرين الذين يستخدمون هذا الطريق البحري لا ينحدرون من الجزائر، بل من دول أخرى في إفريقيا الشرقية، ما يعكس توسع شبكات الهجرة في المنطقة.
وأضافت المنظمة أن ما لا يقل عن 328 شخصاً لقوا حتفهم منذ بداية العام الجاري أثناء محاولاتهم الوصول إلى السواحل الإسبانية عبر البحر المتوسط، في حين سُجّل العام الماضي مقتل 517 شخصاً على المسار نفسه.
ويُظهر التقرير السنوي للأمن الوطني الإسباني أن 5882 مهاجراً وصلوا إلى أرخبيل جزر البليار خلال عام 2024، في وقت تعاني فيه هذه الجزر السياحية من نقص في قدرات استقبال المهاجرين.
وفي هذا السياق، أعلنت رئيسة حكومة جزر البليار، مارغا بروهينز، نيتها الطعن في قرار الحكومة المركزية بشأن إعادة توزيع القاصرين غير المصحوبين بذويهم على الأقاليم الإسبانية، قائلة: “سنستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة لتجنّب فرض هذا التوزيع الذي لا يمكننا تنفيذه بكرامة وإنسانية”.
محتال يتنكر في زي امرأة ويمارس الشعوذة بالجزائر
