الحكومة الجزائرية أعلنت عن قرارها برفع الحظر المفروض على تصدير المنتجات الزراعية والغذائية، بعد أن سجلت البلاد فائضا منتظما في الإنتاج المحلي خلال السنوات الخمس الأخيرة، في خطوة تهدف إلى تنشيط الصادرات وتنمية الاقتصاد الوطني دون الإخلال باستقرار السوق الداخلية.
وجاء القرار عقب اجتماع ترأسه وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، ضم ممثلين عن عدد من القطاعات المعنية، خُصص لدراسة قائمة المنتجات التي خضعت سابقًا لتجميد التصدير، والنظر في إمكانية إعادة طرحها في الأسواق الخارجية بعد تحقق الوفرة محليًا.
وأكد رزيق، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن الحكومة ستُطلق آلية دائمة لمتابعة تطور الإنتاج الزراعي والغذائي بصفة دورية، إلى جانب إعداد منهجية واضحة لإدارة الفوائض وتحويلها إلى فرص تصديرية، بالشكل الذي يحافظ على توازن السوق الجزائرية ويضمن استقرار الأسعار.
وأضاف الوزير أن تحقيق فائض في الإنتاج للعديد من المنتجات الغذائية والزراعية، إلى جانب تزايد الطلب من متعاملين اقتصاديين يسعون لولوج أسواق التصدير، يعكس التحولات الإيجابية التي يشهدها القطاع الفلاحي الوطني، ويؤشر إلى قدرته على التنافس في الأسواق الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن هذا التوجه يأتي في سياق استراتيجيات الحكومة الرامية إلى تعزيز مساهمة القطاع الزراعي في النمو الاقتصادي المستدام، عبر تسهيل إجراءات التصدير في إطار متوازن يراعي الأمن الغذائي الداخلي ويشجع الإنتاج المحلي.
منذ استقلال الجزائر (1962) ، كان الإنتاج الزراعي مركّزًا على الاكتفاء الذاتي، لكن الصادرات بقيت هامشية مقارنة بالنفط والغاز، وبلغت صادرات قطاع الزراعة نحو 16 % من إجمالي الصادرات في أواخر الستينيات، قبل أن يستحوذ عليه الزراعة الوطنية وينخفض إلى حوالي 1.3 % في 1979.
وعبر العقود، طورت الجزائر إصلاحات زراعية لتعزيز الإنتاج (ريّ حديث، دعم للمزارعين، دعم للصناعات الغذائية)، مما سهّل تصدير نحو 100 ألف طن في 2020/2021.
وشجّع دعم الحكومة للاستثمارات الزراعية (مثل مشاريع الحبوب والألبان) على تحقيق فائض منتج، ودفع باتجاه الرفع التدريجي للحظر.
وفرض الحظر قبل ذلك على منتجات زراعية ومعالجة (مثل الدقيق، الزيوت، المكرونة) خلال فترات نقص لضمان الأمن الغذائي المحلي.
إفريقيا 2025: صعود اقتصادات الموارد واشتعال المنافسة الإقليمية
