05 ديسمبر 2025

أُعلن يوم السبت عن تعيين الجنرال عبد القادر آيت وعرابي مديراً جديداً لجهاز الأمن الداخلي الجزائري، خلفاً للجنرال عبد القادر حداد، ويأتي هذا التغيير في ظل تحديات أمنية إقليمية متزايدة، حيث تسعى الجزائر لتعزيز استراتيجيتها الأمنية لمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.

شهد جهاز الأمن الداخلي الجزائري تغييراً قيادياً يوم السبت بتعيين الجنرال عبد القادر آيت وعرابي (73 عاماً) مديراً جديداً للمديرية العامة للأمن الداخلي، خلفاً للجنرال عبد القادر حداد الذي لم يكمل سوى 11 شهراً في المنصب.

ووفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع الوطني، أشرف الفريق أول سعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على مراسم تسليم وتسلم المهام بمقر المديرية العامة للأمن الداخلي بالعاصمة الجزائرية.

وأشار البيان إلى أن هذا التنصيب شكل “فرصة سانحة للفريق أول للالتقاء بأطر هذه المديرية وتقديم جملة من التعليمات والتوجيهات العملية”، مؤكداً على ضرورة “بذل المزيد من الجهود المثابرة والمخلصة لأداء المهام الجسيمة الموكلة لهم”.

ولم يوضح البيان الرسمي أسباب هذا التغيير المفاجئ، كما لم يتطرق إلى المصير المستقبلي للجنرال حداد (56 عاماً) الذي عُين في المنصب في يناير 2024، وكانت أنباء عن عودة آيت وعرابي إلى الواجهة الأمنية قد تداولتها حسابات ناشطين سياسيين على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

يتمتع الجنرال آيت وعرابي، الملقب بـ”الجنرال حسان”، بخبرة أمنية وعسكرية واسعة، حيث قاد بين عامي 1995 و2015 فصيلاً أمنياً ميدانياً تابعاً لجهاز المخابرات العسكرية، وأشرف خلال هذه الفترة على عمليات مكافحة الإرهاب ضد “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، أسفرت عن مقتل واعتقال المئات من عناصرها. ومن اللافت أن الجنرال حداد نفسه كان أحد أبرز مساعدي آيت وعرابي خلال تلك الفترة.

ومع ذلك، شهدت مسيرة آيت وعرابي منعطفاً دراماتيكياً عام 2015 عندما حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 5 سنوات بتهمتي “عدم احترام التعليمات العسكرية” و”إتلاف وثائق عسكرية رسمية دون ترخيص”، في قضية مرتبطة بعملية أمنية عام 2012 ضد جماعة متطرفة على الحدود مع مالي وليبيا، وبعد إتمام العقوبة، نال البراءة وإعادة الاعتبار في محاكمة جديدة.

يأتي هذا التغيير القيادي في ظل ظروف أمنية وإقليمية حساسة تواجهها الجزائر، حيث تشهد العلاقات مع جارتها الجنوبية مالي توتراً كبيراً إثر حادثة إسقاط طائرة مسيرة مالية في أبريل الماضي، التي وصفتها باماكو بأنها “إعلان حرب”، فيما أبدت النيجر وبوركينا فاسو تضامنهما مع مالي.

كما تواجه الجزائر تحديات أمنية على حدودها مع ليبيا بسبب نشاط الجماعات المتطرفة وانتشار ظاهرة التهرب والهجرة غير النظامية، في وقت تستمر فيه الأزمة الدبلوماسية مع المغرب منذ قطع العلاقات عام 2021، بينما تشهد العلاقات مع فرنسا تدهوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة.

ويُعتبر هذا التغيير في قيادة جهاز الأمن الداخلي، أحد أهم الأجهزة الأمنية في البلاد، مؤشراً على تحولات محتملة في الاستراتيجية الأمنية الجزائرية في مواجهة هذه التحديات المتعددة، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.

أزمة تلوث مياه الشرب في ليبيا تتفاقم والمراكز العلمية تحذر من مخاطر العطش

اقرأ المزيد