18 ديسمبر 2025

مجلس الشعب الجزائري يستأنف مناقشة قانون مثير للجدل حول سحب الجنسية، بعد التراجع عنه قبل أربع سنوات، يومي السبت والأحد المقبلين بحضور ممثلي الحكومة وعلى رأسهم وزير العدل لطفي بوجمعة.

وتقدم المقترح به النائب هشام صفر عن التجمع الوطني الديمقراطي، واعتمد من قبل مكتب البرلمان ليبدأ مساره التشريعي، ويهدف إلى تعديل الأمر رقم 70– 86 المؤرخ في 15 ديسمبر 1970 المتعلق بالجنسية الجزائرية، وأكد صاحب المقترح أن النظام الجديد سيُطبق وفق ضوابط دقيقة تحمي أمن الدولة وتحترم حقوق الأشخاص المعنيين.

وفق المقترح، يمكن تجريد أي جزائري يقيم خارج البلاد من الجنسية إذا ارتكب أفعالاً تضر بمصالح الدولة، تهدد وحدتها، يظهر ولاء لدولة أخرى مع نبذ ولائه للجزائر، أو يقدم دعماً لدول أو جماعات معادية، بما يشمل الجماعات الإرهابية أو التخريبية، كما يشمل النص من اكتسب الجنسية الجزائرية إذا ارتكب مثل هذه الأفعال داخل البلاد.

وأما الإجراءات، فتتمثل في إصدار مرسوم رئاسي بعد إنذار المعني بالتوقف عن الأفعال خلال 60 يوماً، مع تمكينه من تقديم ملاحظاته ودفاعه، ويمكن استرجاع الجنسية بعد 24 شهراً من التجريد إذا زالت أسباب اتخاذ القرار.

ويهدف النص إلى تحديث التشريع الوطني لمواكبة التطورات الدستورية والدولية، بما يتوافق مع المادة 36 من الدستور التي تؤكد واجب الولاء للوطن وحماية مصالحه، كما يستند إلى الممارسات الدولية التي تسمح بالتجريد من الجنسية في حالات تهدد أمن الدولة، دون التعسف في تطبيقه.

ويعيد المقترح إثارة جدل سابق كان قد أثاره مشروع مماثل عام 2021، حين طرح وزير العدل السابق بلقاسم زغماتي نصًا يسمح بتجريد أي جزائري من جنسيته الأصلية إذا ارتكب أفعالاً خارج البلاد تضر بمصالح الدولة أو الوحدة الوطنية، أو انخرط في جماعات إرهابية أو تعامل مع دولة معادية.

وقوبل المشروع السابق بانتقادات واسعة من سياسيين ومحامين وحقوقيين، الذين حذروا من خطر استخدام القانون ضد المعارضين وتهديد مبدأ المساواة بين المواطنين.

وتدخل الرئيس عبد المجيد تبون حينها لسحب المشروع، مؤكداً أن الهدف منه حماية أمن الدولة، وأن الجزائر تقبل ازدواجية الجنسيات، معتبراً أن الجنسيات المتعددة تعود بالنفع على الوطن.

تقرير دولي يضع الجزائر في صدارة وجهات الاستثمار بإفريقيا

اقرأ المزيد