أعلن الوزير الأول الجزائري، سيفي غريب، أن الحكومة تعتزم إعادة إطلاق المشاريع الاقتصادية التي توقفت خلال السنوات الماضية بسبب قضايا فساد ارتبطت برجال أعمال نافذين في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد “إعادة الثقة للكفاءات الجزائرية” وتفعيل استثمارات استراتيجية جمدت لسنوات.
وجاءت تصريحات غريب خلال زيارة ميدانية إلى ولاية جيجل شرق البلاد، وهي أول نشاط له بعد تعيينه وزيرا أول في التعديل الحكومي الأخير.
وقال غريب في مؤتمر صحافي: “مهمتنا اليوم هي إعادة الحياة للمشاريع التي أُجهضت بالفساد”، مشيرا إلى أن بعضها لم يتجاوز نسبة إنجازه 20% رغم التمويلات الضخمة التي ضخت فيه.
وكان القضاء الجزائري أصدر بين عامي 2020 و2021 أحكاما بالسجن لمدد طويلة بحق رجال أعمال بارزين، بينهم علي حداد، والإخوة عولمي، ومحيي الدين طحكوت، وأحمد معزوز، ممن ارتبطت أسماؤهم بمشاريع ضخمة في قطاعات النقل والأشغال العامة والري والزراعة، إضافة إلى استيراد السيارات.
ووصف الرئيس عبد المجيد تبون في بداية ولايته هؤلاء المتنفذين بـ”العصابة”، في إشارة إلى حجم الفساد والنهب الذي طبع تلك المرحلة.
وشدد غريب على أن الحكومة ستعتمد على الخبرات الوطنية لإعادة إنجاز المشاريع، مؤكدا أن شركات محلية أثبتت كفاءتها، إذ نفذت إحداها مهمة تقنية بـ6 ملايين دينار (نحو 30 ألف دولار)، بينما كان مكتب أجنبي يطلب مليون دولار مقابل المهمة نفسها. وأضاف: “لقد منحنا الفرصة لكوادرنا ولم يخيبوا ظننا”.
ولفت الوزير الأول إلى أن حكومته تعمل على إعداد خريطة طريق اقتصادية تلبي احتياجات السوق الوطنية، مؤكداً أن شعار المرحلة هو “العمل بهدوء وترك النتائج تتحدث”.
محكمة “تاس” تلغي قرار “الكاف” بشأن “أزمة القمصان”
