05 ديسمبر 2025

قررت السلطة المستقلة لضبط السمعي البصري في الجزائر وقف بث أربع قنوات خاصة لمدة 48 ساعة بسبب “إخلالات مهنية” في تغطية حادث سقوط حافلة أسفر عن مقتل 18 شخصاً، وشمل القرار قنوات “البلاد”، “الوطنية”، “الحياة”، و”الشروق نيوز”، مع حظر نشر محتوى جديد وسحب المضامين المخالفة.

في قرار غير مسبوق، قامت السلطة المستقلة لضبط السمعي البصري في الجزائر بتعليق بث أربع قنوات تلفزيونية خاصة لمدة 48 ساعة متواصلة، وذلك بعد ثبوت ارتكابها “انتهاكات مهنية جسيمة” أثناء تغطيتها لحادث سقوط حافلة ركاب في وادي الحراش بالعاصمة الجزائرية.

وجاء هذا الإجراء الصارم في أعقاب الحادث المأساوي الذي وقع يوم الجمعة الماضي وأسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 23 آخرين.

ووفقاً للبيان الرسمي الصادر عن السلطة التنظيمية، فقد تبين أن القنوات الأربع – وهي “البلاد”، “الوطنية”، “الحياة”، و”الشروق نيوز” – ارتكبت مخالفات أخلاقية ومهنية خطيرة أثناء تغطيتها للحادث.

وتمثلت المخالفات في ممارسات اعتبرتها السلطة خارجة عن الأخلاقيات المهنية، حيث قامت هذه القنوات باستجواب جرحى داخل أقسام الطوارئ بالمستشفيات، وملاحقة أهالي الضحايا في لحظات حزنهم وصدمتهم، كما بثت صوراً وأصواتاً صادمة دون أي تحذير مسبق للمشاهدين.

وأشار البيان إلى أن بعض هذه القنوات سعت بشكل واضح لزيادة نسب المشاهدات والتفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي على حساب كرامة الضحايا وحقوقهم في الخصوصية.

وبدأ تنفيذ قرار التعليق الساعة العاشرة والنصف مساء السبت بالتوقيت المحلي، وشمل كافة أشكال البث سواء عبر الأقمار الصناعية أو البث الرقمي المباشر.

كما أمرت السلطة بسحب جميع المحتويات المخالفة من المنصات الرقمية التابعة لهذه القنوات، مع حظر نشر أي مواد جديدة خلال فترة التعليق.

وأثار الحادث الأليم موجة حزن واسعة في أرجاء البلاد، مما دفع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إعلان يوم حداد وطني وتنكيس الأعلام. كما قام عدد من الوزراء وكبار المسؤولين بزيارة الجرحى والمتضررين، حيث أعلن وزير النقل أن 90% من حوادث الحافلات تعود أسبابها إلى السرعة الزائدة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة النقل عن خطة لسحب جميع الحافلات التي تزيد أعمارها عن 30 عاماً من الخدمة خلال ستة أشهر، كما قررت توسيع نطاق التحقيقات في حوادث المرور ليشمل مدارس تعليم القيادة وطرق منح الرخص.

وتكشف الإحصاءات الرسمية عن وضع مقلق في مجال السلامة المرورية، حيث سجلت الجزائر 3,740 حالة وفاة و35,556 إصابة جراء حوادث الطرق خلال عام 2024، بنسبة زيادة تبلغ 3% و4% على التوالي مقارنة بالعام السابق.

وجاء حادث وادي الحراض ليضاف إلى سلسلة الحوادث المميتة، حيث وقع حادث آخر صباح الأحد في ولاية عين الدفلى أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 31 آخرين.

ويعد هذا الإجراء ضد القنوات الأربع واحداً من سلسلة إجراءات تتخذها السلطات الجزائرية لضمان التزام وسائل الإعلام بالمهنية والأخلاقيات في تغطيتها للأحداث، خاصة تلك التي تتعلق بالكوارث الإنسانية والحوادث المأساوية.

ويعكس القرار حرصاً رسمياً على حماية حقوق الضحايا وأسرهم، والحفاظ على المشاعر الإنسانية في مثل هذه الظروف الصعبة.

الرئيس الجزائري يعزي أسر ضحايا حادث حافلة نادي مولودية البيض

اقرأ المزيد