إطلاق حملة وطنية لحماية تراث الثقافي للجزائر، تشمل مراجعة شاملة للقانون المتعلق بالتراث لعام 1998، إلى جانب تحضيرات مكثفة لتسجيل عناصر جديدة من التراث اللامادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
وأكد وزير الثقافة الجزائري، زهير بلالو، خلال جلسة أمام البرلمان، أن الحكومة تعمل على إدراج بنود جديدة ضمن التشريعات المرتبطة بحماية التراث، خصوصا ما يتعلق بالعناصر اللامادية مثل الموسيقى التقليدية، الأزياء الشعبية، وفنون الطبخ، التي أصبحت عرضة لمحاولات النسب من دول مجاورة.
وأوضح بلالو أن وزارته، بالتعاون مع المركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، تعكف حاليا على إعداد ملفات جديدة لتسجيل عدد من المكونات الثقافية، أبرزها: “الزليج” التقليدي المستوحى من فسيفساء قصر المشور في تلمسان، و”البرنوس” الرجالي، و”الحايك” النسائي، إلى جانب الطابع الموسيقي “الحوزي” الذي يُعد أحد روافد الشعر الأندلسي العميق.
ويأتي هذا الحراك الثقافي في ظل تصاعد الجدل الإقليمي حول أحقية بعض الموروثات المشتركة بين دول المغرب العربي، مثل القفطان، والكسكس، وفن الراي، ما دفع الجزائر إلى تسريع جهودها التوثيقية والتسجيلية لتأمين تراثها من الطمس أو التحريف.
وفي موازاة الجهود الخاصة بالتراث غير المادي، أدرجت “اليونيسكو” مؤخرا 11 موقعا جزائريا ضمن قائمتها المحدثة للتراث العالمي الثقافي والطبيعي والمختلط، من بينها حدائق جرجرة والقالة والهقار، والمخازن الجماعية في منطقة توات، والأنظمة الواحية في وادي الأبيض وغوفي، وقصور الأطلس الصحراوي.
واعتبرت وزارة الثقافة في بيان لها أن إدراج هذه المواقع يُجسد “الإرادة السياسية للدولة في إبراز العمق الحضاري والطبيعي للجزائر”، ويؤكد على الرؤية الشاملة التي تتبناها البلاد لترسيخ التراث كأداة للهوية الوطنية، ومحرك للتنمية المستدامة.
وفي خطوة نوعية لتعزيز الحضور الرقمي للمواقع الأثرية والترويج لها عالميا، أطلقت الجزائر تطبيقا إلكترونيا تفاعليا جديدا يحمل اسم “Discover Algeria”، يتيح للزوار جولات افتراضية باللغات الثماني تشمل صورا عالية الجودة، مقاطع فيديو قصيرة، ومسارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما يعكس انتقال السياسات الثقافية نحو آليات حديثة للمحافظة على الذاكرة التاريخية.
اعتزال الأولمبي الجزائري خنوسي بعد هجوم عبر الإنترنت
