05 ديسمبر 2025

أظهرت بيانات رسمية أن الجزائر أنهت النصف الأول من عام 2025 بعجز تجاري هو الأول منذ عام 2021، نتيجة انخفاض إيرادات الصادرات، خصوصا قطاع المحروقات، مقابل قفزة كبيرة في الواردات.

وجاءت هذه الأرقام في تقرير أصدره الديوان الحكومي للإحصاءات أول أمس الخميس، والذي تناول تطور التجارة الخارجية خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، بناء على معطيات جمعت في أكتوبر ونوفمبر .

ووفق التقرير، تحولت الجزائر من فائض تجاري بلغ 320 مليار دينار (نحو 2.46 مليار دولار) في الفترة نفسها من عام 2024، إلى عجز قدره 3767 مليار دينار (5.47 مليارات دولار) خلال النصف الأول من 2025.

ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع فاتورة الواردات بنسبة 24.8% لتصل إلى 3767 مليار دينار (29 مليار دولار)، مقارنة بـ 3018 مليار دينار (23.21 مليار دولار) قبل عام.

وحققت الجزائر بين عامي 2022 و2024 فوائض تجارية مريحة بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز عقب اندلاع الحرب الروسية–الأوكرانية، نظرا إلى أن المحروقات تشكل أكثر من 90% من إجمالي صادرات البلاد، غير أن هبوط الأسعار العالمية وتراجع الكميات المصدرة أثرا بشكل مباشر على الأداء التجاري خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب التقرير، تراجعت الصادرات الجزائرية بنسبة 8.5% لتبلغ 3055.6 مليار دينار (23.5 مليار دولار)، مقابل 3338.3 مليار دينار (25.67 مليار دولار) في النصف الأول من العام الماضي.

وانخفضت نسبة تغطية الصادرات للواردات إلى 81.1% فقط، بعدما كانت تغطيها بالكامل تقريبا في السنوات السابقة.

ويرجع التقرير هذا الانخفاض إلى تراجع مزدوج في حجم الصادرات بنسبة 1.2% وفي الأسعار العالمية بنسبة 7.4%، إضافة إلى انخفاض أسعار المحروقات بـ 8.2% وتراجع كميات النفط والغاز المصدرة بواقع 2.1%.

ورغم هذا التراجع العام، أظهر التقرير مؤشرات إيجابية في القطاعات غير النفطية، إذ ارتفعت كميات الصادرات غير المرتبطة بالطاقة بنسبة 8.6%، كما زادت أسعارها بـ 3% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، لتصل قيمتها الإجمالية إلى 276.6 مليار دينار (2.13 مليار دولار)، محققة نمواً بنحو 11.8%.

ولا يزال الاقتصاد الجزائري يعاني من اعتماد قوي على إيرادات النفط والغاز، على الرغم من مساعي الرئيس عبد المجيد تبون منذ عام 2019 لتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي وتعزيز الصادرات خارج قطاع الطاقة.

وكانت الصادرات غير النفطية قد بلغت ذروتها عام 2022 بنحو 7 مليارات دولار، قبل أن تتراجع في السنوات اللاحقة إلى أقل من 5 مليارات دولار.

الجزائر وروسيا تبحثان تعزيز الشراكة في قطاع الطاقة خلال منتدى موسكو 2025

اقرأ المزيد