الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وجّه، يوم الاثنين، وزير المالية عبد الكريم بوالزرد إلى الشروع في إعداد مشروع يهدف إلى رفع الحدّ الأدنى للأجور في البلاد.
كما أصدرت الرئاسة الجزائرية، عبر وكالة الأنباء الرسمية، أنّ تبون طلب خلال ترؤسه اجتماع الحكومة يوم الأحد التحضير لمشروع موازٍ يقضي برفع منحة البطالة.
وتأتي هذه التعليمات عقب عرض وزير المالية أمام البرلمان قبل أسبوع مشروع قانون موازنة عام 2026، والتي وُصفت بأنّها الأكبر في تاريخ الجزائر، إذ تُقدَّر قيمتها بأكثر من 131 مليار دولار، مقابل إيرادات تصل إلى نحو 61 مليار دولار، وتُرجّح الحكومة تحقيق نمو اقتصادي يتجاوز 4% خلال العام المقبل.
وتشمل الموازنة زيادة كتلة الأجور بنسبة 1.4% لتبلغ نحو 45 مليار دولار، وهو ما يعادل ثلث ميزانية الدولة، كما صادقت الحكومة على ترقية 11 مقاطعة إدارية في الهضاب العليا والجنوب إلى ولايات كاملة الصلاحيات.
وفي قراءة لتوجهات المشروع، أوضح الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي مراد كواشي أنّ كتلة الأجور في موازنة 2026 تمثّل ثلث قيمتها الإجمالية البالغة أكثر من 135 مليار دولار.
وأشار إلى أنّ الحد الأدنى للأجور في الجزائر يقارب 20 ألف دينار، وسط تعهّدات حكومية برفعه في القطاعين العام والخاص، بحيث تُنفّذ نحو 48% من الزيادات خلال عامي 2026 و 2027.
وقال كواشي، في مقابلة مع قناة صحفية، إنّ قرار رفع الحد الأدنى للأجور سيشمل جميع العاملين الخاضعين للقانون الجزائري، مشيراً إلى توقّعات بوصول منحة البطالة إلى 20 ألف دينار شهرياً.
وبيّن أنّ عدد المستفيدين من هذه المنحة يناهز مليوني مواطن، معظمهم من الشباب وخريجي الجامعات، ما يفرض عبئاً على الخزينة العامة يصل إلى 400 مليار دينار.
وأكد الخبير الاقتصادي أنّ الموازنة المعلنة تُعدّ الأضخم في تاريخ البلاد، وأنّ ارتفاع كتلة الأجور ضمنها كان عاملاً رئيسياً في تفاقم العجز الذي يُقدّر بنحو 40 مليار دولار.
وأضاف أنّ الحكومة تراهن على أن تؤدي الزيادات في الأجور إلى تعزيز الطلب الداخلي ودعم الاستهلاك، بما يسهم في دفع عجلة الإنتاج والاستثمار، خاصة في ظل تسجيل أكثر من 17 ألف مشروع استثماري لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، يُرتقب دخول جزء مهم منها حيّز التنفيذ قريباً.
ولفت كواشي إلى أنّ الحكومة تستهدف تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 4.1% خلال عام 2026، مع العمل على تقليص العجز تدريجياً خلال السنوات الثلاث المقبلة عبر توسيع الوعاء الضريبي، ودمج جزء من الاقتصاد الموازي المقدر بنحو 90 مليار دولار في الدورة الاقتصادية الرسمية، بالإضافة إلى تعزيز الرقمنة كأداة فعالة لتحسين الجباية.
حملة في الجزائر لضبط ملابس نسائية خطيرة على الصحة منتشرة من الأسواق
