05 ديسمبر 2025

في تصعيد غير مسبوق للخلاف التجاري القائم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، عبرت الحكومة الجزائرية عن رفضها لإطلاق إجراءات التحكيم من جانب بروكسل، معتبرة القرار “مفاجئا وأحاديا”، ومؤكدة أن تسوية النزاع يجب أن تتم في إطار الحوار داخل مجلس الشراكة المتوقف منذ خمس سنوات.

وفي بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، أكدت أن وزير الخارجية أحمد عطاف، بصفته رئيسا لمجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لهذا العام، وجه دعوة لعقد دورة عاجلة للمجلس، بهدف التوصل إلى تقييم شامل للنقاط الخلافية بين الطرفين، ومعالجتها عبر القنوات المتفق عليها.

وجاء ذلك بعدما تلقت الجزائر إشعارا من المفوضية الأوروبية تعلن فيه عن بدء التحكيم الرسمي بشأن ما تعتبره قيودا تجارية فرضتها الجزائر منذ عام 2021، شملت تفعيل نظام رخص الاستيراد، منع بعض المنتجات الأوروبية، وإعادة تنظيم شروط عمل الشركات الأجنبية في البلاد. واعتبرت بروكسل أن هذه الإجراءات تُخالف اتفاق الشراكة الموقّع في فالنسيا عام 2002، والذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر 2005.

وأكدت الخارجية الجزائرية أن هذه الخطوة الأوروبية جاءت رغم أن الطرفين عقدا جلستين تشاوريتين فقط خلال شهرين، حيث أحرزت المشاورات تقدما في ستة من أصل ثمانية ملفات، في حين طرحت الجزائر مقترحات عملية بشأن الملفين العالقين.

غير أن الجانب الأوروبي لم يقدم أي رد رسمي، مما جعل الجزائر تصف اللجوء إلى التحكيم بأنه “انقطاع مفاجئ في الحوار” وتجاهل لمبدأ التفاوض المتكافئ.

وأوضحت الجزائر أن قرار التحكيم يتعارض مع روح ونص اتفاق الشراكة، معتبرة أن تقييم نتائج المشاورات واتخاذ الإجراءات ينبغي أن يمرّ حصرا عبر مجلس الشراكة، الهيئة المعنية رسمياً بتسوية الخلافات.

ومن جهته أعلن الاتحاد الأوروبي  في 15 يوليو الجاري عن تعيين المحكمة إيزابيل فان دام، ودعا الجزائر إلى تعيين محكم خلال شهرين، واقترح الخبير ماثيو كينيدي ليكون المحكم المستقل الثالث، في حال عدم الاتفاق بين الطرفين.

ويأتي هذا التصعيد في سياق جهود جزائرية متواصلة منذ عامين لمراجعة بنود اتفاق الشراكة، الذي ترى فيه الجزائر ضررا بمصالحها الاقتصادية، في ظل خلل واضح في الميزان التجاري وعدم تحقيق فائدة متكافئة. ولجأت الجزائر إلى فرض قيود تدريجية على الواردات الأوروبية ضمن خطة لحماية الإنتاج الوطني وضبط تدفق النقد الأجنبي.

وكان النائب عبد الوهاب يعقوبي، ممثل الجالية الجزائرية في فرنسا، حذر في استجواب وجهه إلى وزير الخارجية منتصف يونيو الماضي من عواقب النزاع مع الاتحاد الأوروبي، داعيا إلى تجنب التصعيد والعودة إلى التفاوض.

وفي بيان جديد له، أشار يعقوبي إلى أن التحكيم ليس قدرا محتوما، بل يمكن تفاديه إذا ما توفرت الإرادة السياسية لإيجاد أرضية مشتركة تحفظ مصالح الطرفين.

ويذكر أن مجلس الشراكة لم يعقد منذ خمس سنوات، رغم مطالبات متكررة من الجزائر لإحيائه، في وقت تصر فيه الجزائر على أن أي مراجعة للاتفاق يجب أن تراعي المستجدات الاقتصادية الوطنية وسعي البلاد نحو تنويع الاقتصاد وتقليص التبعية للأسواق الأوروبية.

ليبيا تطور إمكانات الطاقة المتجددة بدعم دولي

اقرأ المزيد