05 ديسمبر 2025

كشفت الجزائر إلغاء اتفاق الإعفاء من التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية مع فرنسا، رداً على تعليق باريس الاتفاق، ووجهت اتهامات لها بـ”التهرب من المسؤوليات” و”تشويه الحقائق”، وأكدت الجزائر أن خطواتها جاءت تلبية لمبدأ المعاملة بالمثل، مشيرة إلى انتهاكات فرنسا للاتفاقيات الثنائية.

أعلنت الجزائر رسمياً عن نيتها إلغاء الاتفاق المبرم مع فرنسا بشأن الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية، وذلك ردا على القرار الفرنسي بتعليق العمل بالاتفاقية.

وجاء هذا الرد في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، حمل اتهامات واضحة لباريس بـ”التهرب من مسؤولياتها” و”تشويه الحقائق” حول أسباب الأزمة الحالية بين البلدين.

وأفاد البيان الرسمي أن السلطات الجزائرية قامت بدراسة متأنية للرسالة الرئاسية الفرنسية والمواقف الرسمية لباريس، لتخلص إلى أن الجانب الفرنسي يتحمل المسؤولية الكاملة عن التدهور الحاصل في العلاقات الثنائية.

ورفضت الجزائر بشكل قاطع الرواية الفرنسية التي تحمّلها مسؤولية الأزمة، مؤكدة أن جميع إجراءاتها جاءت كرد فعل طبيعي في إطار مبدأ المعاملة بالمثل، وليس كما تصوّرها فرنسا.

وكشف البيان عن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا بحق الاتفاقيات الثنائية، حيث أشار إلى أن باريس قامت بخرق ثلاثة اتفاقيات أساسية هي:
– اتفاقية 1968 المتعلقة بحرية تنقل وتشغيل وإقامة المواطنين الجزائريين
– الاتفاق القنصلي الجزائري الفرنسي لعام 1974
– اتفاق 2013 الخاص بالإعفاء من التأشيرة للجوازات الدبلوماسية

كما اتهم البيان فرنسا بـ”تحريف مقاصد” اتفاقية 1994 الخاصة بترحيل الجزائريين غير النظاميين، وخرقها للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان الموقعة عام 1950.

وأكد أن هذه الانتهاكات المستمرة تهدف إلى “تجاهل الحقوق المكتسبة للمواطنين الجزائريين” و”تقويض واجب الحماية القنصلية” الذي تضطلع به الدولة الجزائرية.

وأعلنت الجزائر أنها ستقوم رسمياً بإشعار فرنسا بإلغاء اتفاق الإعفاء من التأشيرات الدبلوماسية وفقاً للمادة الثامنة من الاتفاقية، مع التأكيد على أن منح التأشيرات للفرنسيين سيكون خاضعاً لنفس الشروط التي تفرضها باريس على الجزائريين.

كما شددت على استمرارها في تقديم الحماية القنصلية الكاملة لمواطنيها في فرنسا، ومساعدتهم في الدفاع عن حقوقهم القانونية كاملة.

ويأتي هذا الإعلان في إطار التصعيد الدبلوماسي المستمر بين البلدين منذ أشهر، حيث تتهم الجزائر فرنسا باستخدام “لغة التهديدات والإنذارات” في التعامل مع الأزمة.

من جهتها، تؤكد الجزائر أنها “لن ترضخ لأي ضغوط” وتصر على حماية حقوق مواطنيها ومصالحها الوطنية في كل الظروف.

مطالب بعدم عرقلة إيصال المساعدات في السودان.. والحكومة تعلن التزامها

اقرأ المزيد