الجزائر تتجه لاستغلال احتياطاتها الضخمة من الغاز الصخري لتعويض ضعف الاستثمارات السابقة والاستفادة من أزمة إمدادات الغاز بأوروبا، بما يعزز موقعها كمزوّد استراتيجي للقارة.
وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالمياً في احتياطات الغاز الصخري المؤكدة، بنحو 700 تريليون قدم مكعب، بعد الصين والأرجنتين، متقدمة على الولايات المتحدة، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وتتمتع بميزة تنافسية لوجود ثلاثة أنابيب مباشرة نحو أوروبا، إضافة إلى بنية تحتية جاهزة تسمح بتقليص زمن الإنتاج مقارنة بتجارب أخرى.
وأكد رئيس هيئة ضبط المحروقات سمير بختي أن بلاده بصدد إبرام اتفاق تاريخي مع شركتي إكسون موبيل وشيفرون الأمريكيتين لتطوير واستغلال هذه الثروة، موضحاً أن “الجوانب التقنية حُسمت إلى حد كبير، فيما لا تزال الترتيبات التجارية قيد التفاوض”، وأضاف: “استقطاب الشركتين العملاقتين يمثل إشارة قوية للسوق”.
وأشار بختي إلى أن المشاريع القريبة من البنية التحتية القائمة قد لا تتطلب أكثر من عامين أو ثلاثة لبدء الإنتاج، لكنه أقر بوجود تحديات أبرزها الكلفة المرتفعة للحفر في عمق الصحراء الجنوبية والمخاوف البيئية المرتبطة باستخدام المياه.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن قيمة الاتفاق قد تصل إلى مليار دولار، مع احتمال إسناده مباشرة إلى إكسون وشيفرون دون طرح مزايدات، وقد وصفت الأخيرة النظام البترولي الجزائري بأنه “عالمي المستوى”، مؤكدة رغبتها في بناء شراكة طويلة الأمد في البلاد.
وكانت شركة سوناطراك الحكومية قد أعلنت عام 2014 خططاً لتطوير الغاز الصخري وإنتاج 10 مليارات متر مكعب سنوياً بحلول 2025، لكنها توقفت عام 2016 بعد احتجاجات في منطقة عين صالح بسبب المخاوف من تلوث المياه الجوفية والغطاء النباتي، وهو ما اعتبره الرئيس عبدالمجيد تبون عام 2019 “تجربة خاطئة”، مؤكداً ضرورة البحث في مناطق صحراوية خالية من السكان مثل شناشن بين تندوف وأدرار.
وفي ظل الجدل المتجدد حول تأثير استغلال الغاز الصخري على البيئة، تشير تقارير أممية إلى أن خطر تلوث المياه الجوفية جراء التصديع الهيدروليكي يظل محدوداً، نظراً لعمق عمليات الاستخراج الذي يتراوح بين 1300 و4000 متر، مقابل وجود المياه الجوفية على أعماق أقل من 400 متر.
ويُعد الغاز الصخري، أو ما يعرف بالغاز غير التقليدي، مورداً استراتيجياً واعداً، لكنه محفوف بالتحديات التقنية والبيئية، وهو ما يجعل استغلاله في الجزائر بحاجة إلى توازن بين متطلبات الاقتصاد وضمانات السلامة البيئية والاجتماعية.
جدل في الجزائر بسبب فيديوهات إتلاف السمك (فيديو)
